يواجه مئات الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة، صعوبات تنفيذ الإدماج بالمدارس العامة في ولاية الخرطوم، ففي حين يتجه العالم إلى إنهاء التمييز ضد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكينهم من الاندماج في المجتمع، لا يزال السودان بمعزل عن هذه الاتجاهات لأسباب تتعلق بشح الإمكانيات وعدم وجود إرادة حكومية حقيقية، إضافة لعدم اعتراف بعض المجتمعات بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي أسباب يُرددها باستمرار الفاعلون في هذا المجال.
لا يزال المجتمع يفتقر لثقافة التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة
وتبذل مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة بولاية الخرطوم، قصارى جهدها لمجابهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاهرة، لكن خططها تفتقر إلى الرغبة الاجتماعية في إنهاء عزلة المدارس الخاصة بالفئات الاجتماعية، وحثهم على الدمج عقب رفض بعض المدارس العامة، بعض الأطفال الذين تم دمجهم في مدارس عامة بحسب نشطاء في هذا القطاع.
اقرأ/ي أيضًا: رئيس الوزراء يطرح وظائف مكتبه للمنافسة العامة
وفي معهد الأمل للصم بالخرطوم، تُقاتل مديرة المعهد هيفاء عمر، من أجل ضمان تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأمل المديرة أن يُنهي الإدماج في المدارس العامة معاناة الأطفال ذوي الإعاقة، لكنها محبطة بسبب تعطل المشروع.
ويشكو نشطاء في مجال تعليم وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة، من غياب الدولة والمجتمع، ما أدى إلى عدم انتزاع حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال التعليم بانخراطهم جنبًا إلى جنب مع الأطفال في المدارس العامة.
بينما تشكو العائلات بالولايات، من عدم توفر مراكز تعليم للأطفال ذوي الإعاقة في الولايات.
وفي خضم الفشل الذي يُلاحق الإدماج في المدارس العامة بولاية الخرطوم، تعاني الولايات الأخرى من انعدام مدارس خاصة بهم، وتضطر بعض العائلات إلى سحب الأطفال من المدارس العامة نسبة لتعرضهم إلى التنمر والسخرية إلى جانب عدم وجود معينات خاصة بتعليم المعاقين.
وترجع هيفاء عمر ذلك إلى غياب ثقافة تعامل المجتمع مع الأطفال أصحاب الاحتياجات بشكل عام.
وتقول مديرة معهد الأمل لتعليم الصم في الخرطوم هيفاء عمر في حديث لـ"الترا سودان"، إن الإدماج هو آخر شيء يفكر فيه المهتمون بتعليم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، لأن تطبيقه يحتاج إلى ترتيبات مسبقة مثل تهيئة مجتمع المدرسة من حارس المبنى وحتى المدير، وتشمل التهيئة الأطفال الآخرين، لأن الطفل المستهدف بالإدماج في مدارس عامة ربما يتعرض إلى السخرية أو التنمر ويتضرر نفسيًا.
ويُكلف تركيب أربعة مكبرات صوت في قاعة تعليم الأطفال الصم حوالي (200) ألف جنيه، وتحتاج المكبرات إلى ربط إلكتروني مع لوحات إلكترونية تعمل بشكل تلقائي بضبط الصوت حتى تكون درجة الصوت متاحة لكل طفل، ولكن لا تتوفر هذه المعدات في السودان.
وإذا قررت الحكومة تطبيق خطة الدمج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة، ربما تحتاج إلى تهيئة المدارس مثل تركيب قاعات مهيأة بمكبرات صوت وغرفة تعليم مزودة بوسائل خاصة، إلى جانب طاقم تعليم تلقى تدريبًا في كيفية استخدام هذه الوسائل، ويؤدي انعدام هذه العوامل إلى وضع عراقيل أمام عملية الدمج.
اقرأ/ي أيضًا: نبيل أديب لـ"الترا سودان": أخذنا الفيديوهات الجديدة لفض الاعتصام كبيِّنات
ويرفض بعض أولياء أمور التلاميذ في المدارس العامة دمج الأطفال ذوي الإعاقة، ويهددون بسحب أطفالهم حال استمرارهم في الدراسة بالمدارس العامة، وهي من المشاكل الاجتماعية التي تحتاج إلى حملات توعية، بحسب هيفاء عمر.
أدمجت بعض المدارس الخاصة بولاية الخرطوم بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
وتعتزم الحكومة افتتاح مدرسة خاصة بأصحاب الاحتياجات الخاصة، تتوفر فيها خيارات لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة مثل الصم والبكم والإعاقة الجسدية والذهنية، لأن المدرسة ستقوم بتوفير معلمين من جميع التخصصات، ومضى هذا المشروع إلى الأمام بحسب نشطاء في مجال تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، لأنه تم تمويله من المنظمات الدولية.
وبينما أدمجت بعض المدارس الخاصة بولاية الخرطوم بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن الدمج اقتصر على الملاعب والأنشطة الاجتماعية لكن لم يطبق الإدماج في قاعة الدروس.
اقرأ/ي أيضًا
تفاصيل لقاء حمدوك مع أسر الشهداء بمنزل والدة الشهيد "هزاع"
رئيس "فيفا" يتعهد بدعم البنية التحتية للعبة وكرة القدم للسيدات بالسودان