قال بيان مشترك بين مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري وماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن المرافق الصحية في السودان بعد ثلاثة أشهر من القتال تعرضت لـ(51) هجمة عسكرية قتل خلالها (10) أشخاص.
وحذر البيان من تواصل القتال في السودان "دون هوادة" منذ نيسان/أبريل يحصد الأرواح، ويُجبر الناسَ على الخروج من ديارهم وبلدهم، ويترك آخرين محاصرين في وضع تتدنَّى فيه فرص الحصول على الخدمات الأساسية، ومنها الرعاية الصحية.
منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع (51) هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، أسفرت عن (10) وفيات و(24) إصابة
وقال البيان إن الصراع ترك البلاد في وضعٍ تواجه فيه أزمة إنسانية كارثية امتدت إلى ستة بلدان عبر إقليمين من أقاليم المنظمة؛ إذ يحتاج (25) مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، منهم (2.6) مليون نازح داخلي، في حين اضطر (757) ألف شخص آخر إلى الفرار عبر الحدود سعيًا وراء سلامتهم. وهذه الأرقام تزداد يوميًا.
وأما داخل السودان، فقد بلغ الوضعُ مستويات خطيرة، حيث خرجت أكثر من (67)% من مستشفيات البلد من الخدمة، في حين تتزايد التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق الرعاية الصحية في الفترة من 15 نيسان/ أبريل 2023 إلى 24 تموز/ يوليو 2023 - حسب البيان.
وذكر البيان أن منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع (51) هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، أسفرت عن (10) وفيات و(24) إصابة.
وعبر البيان عن حزنه من مواصلة المقاتلين في خضم هذه الأزمة المتفاقمة، مهاجمة المرافق الصحية والعمال، وحرمان المدنيين الأبرياء من الخدمات المنقذة للحياة وهم في أضعف حالاتهم ومسيس الحاجة، وأردف "هذا مثير للحنق".
وقال البيان إن الحرب عندما تندلع فإن النساء والأطفال يدفعون ثمنًا باهظًا، ولفت إلى أن الفزع يتملك منظمة الصحة العالمية إزاء التقارير التي تتحدث عن عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بحق النساء والفتيات.
ونوه البيان إلى وجود أكثر من أربعة ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويجب حمايتهن مهما كان الثمن.
كما حذر من تزايد في فاشيات الأمراض التي كانت تحت السيطرة قبل النزاع الحالي، ويدخل في ذلك الملاريا والحصبة وحمى الضنك والإسهال المائي الحاد، وهو ما يُعزى إلى تعطل خدمات الصحة العامة الأساسية.
ولفت البيان إلى توقف عمل ترصد الأمراض ومختبرات الصحة العامة وفرق الاستجابة السريعة. ومع بدء موسم الأمطار في السودان، فإنه من المرجح أن تحصد الفاشيات المزيد من الأرواح ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للسيطرة على انتشارها.
وأضاف: "قبل الصراع الحالي، كان السودان يجابه تحديات إنسانية وصحية هائلة نتيجة للصراعات، وانعدام الأمن الغذائي، وتغيّر المناخ، وتدني مستوى أداء النظام الصحي".
وقال البيان إن الوضع الحالي الذي يخلو من أي آفاق قريبة أو فورية للسلام، يزيد من تعقيد ومصاعب الوصول إلى المساعدات الإنسانية من جهة وإيصالها من جهة أخرى، ومن ذلك الإمدادات الصحية الطارئة. ولهذا تظل إمكانية الوصول إلى الإنسانية في السودان محدودة للغاية.
بيان: المناطق الحدودية التي استقر فيها اللاجئون السودانيون هي مناطق نائية من النظم الصحية ومحدودة الإمكانيات
وأوضح البيان أن المناطق الحدودية التي استقر فيها اللاجئون السودانيون هي مناطق نائية من النظم الصحية ومحدودة الإمكانيات.
ولفت إلى أن البلدان التي استقبلت اللاجئين السودانيين ومنها دول جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان تستضيف بالفعل أعدادًا كبيرة من النازحين بسبب الصراعات الطويلة الأمد. لافتًا إلى أنهم يواجهون ظروفًا معيشية صعبة يفتقرون فيها إلى الخدمات الأساسية. ومع ذلك، فإن الاحتياجات هائلة ومتنامية - حسب البيان.