21-أكتوبر-2020

أرشيفية (Getty)

أحكمت الشرطة سيطرتها على السوق العربي وشرق الخرطوم مرورًا بشارع إفريقيا القريب من مطار الخرطوم الدولي، إلى جانب إغلاق القوات العسكرية للجسور في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، فيما تزايدت الانتقادات على خطوة ولاية الخرطوم بتعطيل حركة الجسور ومنع عبور السيارات.

شهود عيان: الشلل طال السوق العربي والمتاجر مغلقة 

وذكر شهود عيان من السوق العربي، أن غالبية المتاجر والمطاعم والمكاتب التجارية لم تستأنف نشاطها اليومي منذ الصباح، وذلك على خلفية شل حركة المرور وسط الخرطوم بواسطة سيارات الشرطة.

اقرأ/ي أيضًا: تعذيب أطفال الخلاوي.. بين الفقر وسطوة رجال الدين في المجتمع

وتمركزت سيارات الشرطة في الشوارع الرئيسية والتقاطعات، حيث جرى توزيع شاحنات عليها أفراد الشرطة في شارع القصر وشارع الحرية ومداخل السوق العربي، بجانب إغلاق تام للشوارع المحيطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة.

وتتخذ القوات العسكرية الإجراءات بالتزامن مع إحياء ذكرى ثورة 21 تشرين الأول /أكتوبر، حيث انتشرت دعوات مكثفة على المنصات الاجتماعية للتظاهر ضد الحكومة الانتقالية، وسط مخاوف من سيطرة أنصار النظام البائد على الدعوات الاحتجاجية المنتشرة.

وسادت حالة من الانقسام بين القوى التي تقود الحكومة الانتقالية، وأعلنت بعض القوى المدنية تأييدها للاحتجاجات، حيث دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى التظاهر لإكمال هياكل السلطة، معلنًا أن المواكب ستتجه إلى القصر الرئاسي مقر مجلس السيادة المكون من المدنيين والعسكريين لإبلاغهم أن الثورة محروسة بحسب البيان الذي صدر صباح اليوم الأربعاء.

وانتقد تجمع المهنيين السودانيين قرار والي الخرطوم الذي أعلن إغلاق الجسور التي تربط بين مدن ولاية الخرطوم الثلاث من أجل تفويت الفرصة على أنصار النظام البائد وعدم إستغلال الحريات، على حد قول مكتب الوالي أيمن نمر.

وأبلغ محمد نقماش "الترا سودان" والذي يدير متجرًا لصيانة وبيع الحواسيب بشارع الحرية السوق العربي، أنه لم يتمكن من الذهاب إلى العمل صباح اليوم نسبة للإغلاق الذي طال الجسور والسوق نفسه، مضيفًا أن بعض التجار والعمال حاولوا استئناف نشاطهم ولم يتمكنوا مع الإغلاق التام الذي طال جميع المواقع في السوق الرئيسي.

اقرأ/ي أيضًا: محامو الدفاع يطالبون بحذف خطبة النائب العام والمحكمة تعتمد المخلوع كمتهم أول

وقال شهود عيان، إن شاحنات الشرطة جاءت إلى بعض المطاعم التي بدأت نشاطها اليوم وطلبت منها الإغلاق، وأبلغت عناصر من الشرطة عمال المطاعم بضرورة الإغلاق للمحل.

شاهد عيان: حتى شارع الحوادث تأثر بالإغلاق حيث أغلقت غالبية الصيدليات وخلا الشارع من حركة المارة والسيارات

وأضاف مصعب أحمد الحسن، وهو شاهد عيان: "في شارع السيد عبدالرحمن جاءت شاحنات من الشرطة وأمرت مطعم يبيع السندوتشات بالتوقف والإغلاق، وتعاملت الشرطة مع عمال المتاجر بشكل لائق وتم إبلاغهم أن الإجراءات لحماية ممتلكاتهم".

وتابع مصعب: "بعض المطاعم عندما شاهدت شاحنات الشرطة أغلقت المحال، لكن هناك بعض بائعات الشاي يعملن في ظل الإغلاق الذي طال غالبية الأنشطة في السوق العربي".

وتابع: "حتى شارع الحوادث تأثر بالإغلاق حيث أغلقت غالبية الصيدليات وخلا الشارع من حركة المارة والسيارات".

ولم يتمكن "الترا سودان" من الحصول على تعليق من مكتب والي الخرطوم أيمن نمر، والذي لم يرد على الاتصالات الهاتفية، فيما أكد المكتب الصحفي للشرطة أن الإجراءات التي اتخذتها الشرطة اليوم اقتضتها حماية حق التعبير السلمي والتظاهر، وليس منع المواطنين، بحسب ما صرح مصدر لـ"الترا سودان" قائلاً، إن الشرطة تكفل حق التظاهر السلمي والحضاري ولكنها بالتأكيد تسعى إلى حماية الجميع.

وتعرضت الحكومة الانتقالية إلى انتقادات واسعة جراء الإغلاق التام الذي جرى صباح اليوم لوسط الخرطوم ونشر القوات العسكرية على الجسور الرئيسية ومنع عبور السيارات. وأعلن القيادي في قوى الحرية والتغيير ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الإحتجاجات اليوم ليست لإسقاط الحكومة الانتقالية ولكن للضغط عليها لإكمال مهام الثورة، مضيفًا أن المطالب تخص قوى التغيير من أجل تحسين الأداء وتشكيل المجلس التشريعي وتحسين المعيشة وإيقاف تدهور الاقتصاد.

اقرأ/ي أيضًا: الثورات السودانية والفشل المتلاحق للنخب السياسية

بينما بدأ موكب لجان المقاومة الامتداد شرق الخرطوم الاستجابة بشكل مبكر للإحتجاجات، حيث خرج العشرات من الحي الواقع شرق الخرطوم ورددوا هتافات ضد النظام البائد والمكون العسكري.

عضو لجان مقاومة: "نحن نتطلع إلى عودة الثورة التي لم تحقق مطالبها لا من حيث المعيشة ولا محاكمة رموز النظام"

وأوضح رامي حسن عضو لجان المقاومة بالامتداد لـ"الترا سودان"، أن الاحتجاجات اليوم ليست نهاية المطاف، وأضاف: "نحن نتطلع إلى عودة الثورة التي لم تحقق مطالبها لا من حيث المعيشة ولا محاكمة رموز النظام".

اقرأ/ي أيضًا

الحكومة: لم نغادر قائمة الإرهاب مقابل التطبيع وسنحصل على (1.7) مليار دولار

انخفاض حاد في الدولار وتذاكر الطيران عقب القرار الأمريكي