23-فبراير-2024
قوة من الجيش تحتل معسكرًا لقوات الدعم السريع

اشتباكات الجيش والدعم السريع

قال قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح  البرهان: "نحن نتابع تجهيز وتهيئة القوات لتنفيذ المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية".

تقع خمسة ولايات ضمن حدود ولاية الجزيرة تحت سيطرة الجيش وهذه من عوامل تطويق هذه القوات على شكل "حدوة الحصان" 

تصريحات البرهان من مدينة كسلا شرق السودان جاءت الأربعاء خلال زيارته لمعسكر اللواء (41) الذي يقوم بتجهيز للقوات العسكرية، بما في ذلك قوات تتبع لحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم الذي أعلن انحيازه إلى الجيش منذ بداية القتال في منتصف نيسان/أبريل 2023.

تعد ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر وسنار والنيل الأزرق الواقعة تحت سيطرة الجيش، ضمن الخطوط العسكرية التي تلعب دورًا كبيرًا في تنفيذ عمليات عسكرية في ولاية الجزيرة واستعادة السيطرة عليها من قوات الدعم السريع، والتي تستحوذ على أجزاء منها منذ 19 كانون الأول/ديسمبر 2023.

وفي تصريحات متوالية من جنرالات الجيش جرى إغلاق الحديث عن المفاوضات، يأتي ذلك بالتزامن مع "الحرب الكلامية" بين الطرفين المتحاربين مع اشتداد المعارك على الأرض في العاصمة، خاصة في محور أم درمان الذي تبدو الروايات متطابقة حوله عن تقدم الجيش في بعض المناطق.

تمثل الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش شرقًا وجنوبًا "الطوق العسكري" الذي قد يكون على شكل "حدوة الحصان"، وذلك وفقًا لما يقوله محلل عسكري وضابط متقاعد في الجيش مشترطًا عدم ذكر اسمه.

ويضاف: "تصريحات البرهان من كسلا الأربعاء الماضي تشير إلى عمليات عسكرية مرتقبة انطلاقًا من هذه الولايات، وهي عمليات صبر عليها الجيش من خلال الإعداد والخطط وقد ترجح كفته في الجزيرة".

والمتابع لخريطة الانتشار العسكري لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، يلاحظ حسب ما يقول هذا المحلل العسكري إمكانية وضعها في طوق حربي قد يجبرها على التراجع أو التحطيم، لكن العملية العسكرية المرتقبة في الجزيرة ستكون عنيفة جدًا ولا يمكن استعادة السيطرة عليها بواسطة الجيش دون استدعاء الخبرات القتالية للقوات البرية.

وتبلغ مساحة ولاية الجزيرة حوالي (27) كيلو مترًا مربعًا، ويربطها طريقين حيويين مع الولايات الشرقية الواقعة تحت سيطرة الجيش، وهي متاخمة لمنطقة البطانة الحدودية مع العاصمة الخرطوم.

تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة، ولم تفكر في الانتقال إلى مدينة المناقل الواقعة جنوب الولاية، وقد يكون ذلك لأسباب متعلقة بالحفاظ على مواقعها التي ظفرت بها منذ 19كانون الأول/ديسمبر 2023.

في العمليات العسكرية المرتقبة في ولاية الجزيرة، يملك الجيش عدة مميزات أبرزها ضمان التحالف مع الحركات المسلحة وتشكيل "قوة ضاربة"، إلى جانب الضغوط التي تُمارس على قوات الدعم السريع لارتكابها انتهاكات في الجزيرة تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، قد تضعف العوامل السياسية لديها في العمليات المرتقبة.

وفي أول اختبارين للجيش منذ استيلاء الدعم السريع على أجزاء من الجزيرة نجح في كانون الأول/يناير الماضي في صد هجومين متتالين على تخوم مدينة الفاو بولاية القضارف الحدودية مع ولاية الجزيرة، إلى جانب صد هجوم على الناحية الجنوبية من الجزيرة على مقربة من حدود ولاية سنار خاصة مناطق مصنع سكر سنار.

ناشط مدني: الاستعانة بمقاتلي الحركات المسلحة سواء كانت حركة مصطفى طنبور أو حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم لا تشكل فرقًا في قلب الموازين الميدانية

ويقول الناشط في منظمات المجتمع المدني في شرق السودان خالد محمد نور لـ"الترا سودان"، إن الاستعانة بمقاتلي الحركات المسلحة سواء كانت حركة مصطفى طنبور أو حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم لا تشكل فرقًا في قلب الموازين الميدانية.

ويعتقد نور أن إقليم شرق السودان بقي بمعزل عن المعارك العسكرية، وامتنعت الدعم السريع عن التقدم إلى هناك لوجود حسابات إقليمية، خاصة وأنه الاقرب لدول مثل السعودية وإثيوبيا ومصر وإريتريا، والتي لا تريد وجود فوضى على حدودها يمكن أن تهدد مصالحها الاستراتيجية.