02-مايو-2023
اختفى العشرات منذ فض الاعتصام في العام 2019 (Getty)

`اختفى العشرات في السودان في الأحداث منذ فض الاعتصام في العام 2019 (Getty)

 قبل أن يحصل السودانيون على أجوبة بشأن توقف الحرب التي تستعر بين الجيش والدعم السريع "مليشيا شبه عسكرية"، يثير اختفاء عشرات المدنيين مخاوف عائلاتهم مع استمرار المعارك وتلاشي "الآمال مع تطاول فترات الاختفاء". 

يقدر متطوعون عدد المفقودين منذ بدء القتال في منتصف نيسان/أبريل الماضي بأكثر من مائة شخص

ويقدر متطوعون عدد المفقودين منذ بدء القتال في منتصف نيسان/أبريل الماضي، بأكثر من مائة شخص أغلبهم مدنيون اختفوا عن الأنظار داخل داخل العاصمة السودانية، وسط قلق بالغ من عدم العثور عليهم مجددًا.

وقالت سماح التي تقطن شمال العاصمة السودانية والتي تعمل ضمن مبادرة البحث عن المفقودين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إن حالات الاختفاء بدأت تتزايد مع نشوب القتال في العاصمة بين الجيش والدعم السريع. وأضافت: "أغلب من تلقينا بلاغات باختفائهم، هواتفهم مغلقة رغم أنهم غادروا منازلهم أو مناطقهم ومعهم هواتف نقالة".

وتشير هذه المتطوعة إلى أن احتمالات عدم حصولهم على موقع لشحن الهواتف مستبعدة؛ لأن الكهرباء حتى وإن لم تنتظم فإنها تتوفر على فترات متفاوتة.

وحالات الاختفاء القسري التي تزايدت مع حرب السودان تصنف ضمن موجات الاختفاء القسري الشبيهة بأحداث فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من حزيران/يونيو 2019.

وتناشد سماح اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاهتمام بقضية حالات الاختفاء القسري، موضحة أن بعض المختفين قسريًا قد يكونوا في مراكز احتجاز لدى بعض الأطراف العسكرية، خاصة أن هناك اتهامات لقوات الدعم السريع باقتياد بعض الأشخاص.

وبعد مرور أكثر من أسبوع أو نحو أسبوعين من بعض حالات الاختفاء، ينتاب القلق عائلاتهم بشأن تعرضهم للقتل، سيما مع انتشار القناصة على أسطح البنايات في بعض مناطق العاصمة.

ويرى عبدالباسط وهو أحد الأشخاص المتطوعين في البحث عن المفقودين، في حديث لـ"الترا سودان"، أن العديد من حالات الاختفاء تواجه صعوبة في العثور على "مجرد معلومة"، لدرجة أن آخر مكان اختفى فيه شخص، لا يمكن الوصول إليه في أغلب الأحيان، بسبب الحرب وخروج الهواتف عن الخدمة.

https://t.me/ultrasudan

ويرى عبدالباسط أن قضية المفقودين تحتاج إلى تحركات "كبيرة وجدية"، وذلك عن طريق "منظمات لديها القدرة على ممارسة الضغوط" على القوات العسكرية المتحاربة في العاصمة السودانية لتقديم معلومات بشأنهم.

وأضاف: "إذا تم تحديد ممرات آمنة، يمكن جمع الجثث الملقاة في الشوارع في بعض المناطق، خاصة وسط العاصمة. ويمكن معرفة بعض الأشخاص المفقودين إذا كانوا ضمن عداد الموتى، ولكن لا توجد أي نقاشات بشأن الممرات الانسانية ".

وكانت جمعية الهلال الأحمر السوداني أكدت قبل يومين، أنها غير قادرة على تحريك طاقمها لجمع الجثث التي لقيت مصرعها بسبب المعارك العسكرية من بعض الشوارع، وذلك لعدم وجود "ضمانات أمنية".