02-مايو-2023
نازحون من الحرب في السودان

فر آلاف المواطنين السودانيين من بيوتهم ومدنهم نتيجة للحرب (Getty)

يشغل بال السودانيين كثيرًا هذه الأيام التساؤل عن مصير الحرب التي تدور رحاها في الخرطوم، هل ستنتهي بالتفاوض أم بالحسم العسكري؟ وذلك في ظل استمرار المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ الخامس عشر من  نيسان/أبريل المنصرم، فيما انخرط الطرفان خلال هذه الفترة في مجموعة من الهدنات الهشة، آخرها التي جددت الساعات الماضية لمدة (72) ساعة.

المجتمع الدولي الذي أطلق دعوات التهدئة مكتفيًا بالرسائل الدبلوماسية، لم يفلح في إيقاف القتال حتى الآن

المعارك العسكرية التي اندلعت بين الجيش ومقاتلي قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو، بدأت منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، بعد خلافات صعدت إلى السطح بين الجانبين خلال الشهرين الماضيين، لم تفلح وساطات محلية ودولية في إخمادها.

وينحصر القتال العسكري في العاصمة السودانية ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والفاشر بولاية شمال دارفور ونيالا بولاية جنوب دارفور والجنينة بولاية غرب دارفور، حيث خلفت نحو (500) قتيل، وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف شخص، ونزوح عشرات الآلاف داخليًا وإلى دول الجوار، خاصة إثيوبيا وتشاد ومصر.

المجتمع الدولي الذي أطلق دعوات التهدئة مكتفيًا بالرسائل الدبلوماسية، لم يفلح في إيقاف القتال حتى الآن، فيما سارعت نحو (96) دولة إلى إجلاء رعاياها من السودان خوفًا من توسع القتال ومخاطر البقاء في العاصمة السودانية.

ورغم اتساع حالة عدم الثقة بين الجيش والدعم السريع، تأمل وساطة أمريكية سعودية في وصول الطرفين إلى مرحلة التفاوض انطلاقًا من اتفاقات هدنة تقلل من حدة الاقتتال.

وذكر قيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في تصريح خاص لـ"الترا سودان"، أن المبادرة السعودية الأمريكية "متقدمة كثيرًا" من ناحية الآليات التي قد تتمكن من إيقاف القتال والمضي إلى أبعد من ذلك بالترتيبات العسكرية للوصول إلى جيش موحد بناء على خارطة طريق.

ويوضح هذا القيادي مشترطًا إخفاء هويته لحساسية المعلومات، في حديث مع "الترا سودان"، أن الوساطة السعودية الأمريكية قد تكون الأكثر نجاعة نتيجة التأثير الكبير لهذين البلدين إقليميًا ودوليًا.

ويشير هذا القيادي إلى أن الحرب لن تقود إلى حل جذري لأزمات السودان، لأن المجتمع الدولي يرى أن العزلة ستطال حتى من "ينتصر عسكريًا"، لأن نتائج الحرب كارثية على دول الإقليم والجوار.

https://t.me/ultrasudan

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، قبل يومين، إنه يأمل في حل الخلافات عبر الحوار والتسوية السلمية محذرًا من ارتدادات هذه الحرب على المنطقة.

ومع استمرار الهدنة التي تم تمديدها مرة أخرى، إلا أن هناك شهود عيان من العاصمة يتحدثون عن استمرار القصف وأصوات المدافع والرصاص.

ويقول المحلل السياسي أحمد مختار في تصريح لـ"الترا سودان"، إن الجيش والدعم السريع قد يرغبان في التفاوض في وقت ما، لكن هناك إصرار على تحقيق تقدم عسكري في الميدان والتموضع في المواقع الرئيسية مثل القصر والمقرات السيادية.

وقال إن استمرار المعارك في هذه مناطق وسط العاصمة لا يسمح بقبول الطرفين بالتفاوض دون ضغوط دولية كبيرة تمارس عليهم.

ويرى مختار أن الجيش لا يمكن أن يذهب إلى التفاوض دون استرداد مناطق مركزية في العاصمة السودانية، ولذلك هناك رغبة في تسريع العمليات العسكرية واستخدام سلاح الجو السوداني.