29-ديسمبر-2023
شابان يحملان بعض الرغيف في أحد شوارع الخرطوم خلال الحرب

يعاني المواطنون في الخرطوم في الحصول على الخدمات الأساسية (Getty)

بدأت أصوات المدافع تُسمع منذ وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة شرقي الخرطوم للشاب محمود أحمد. لم يكترث فقد اعتاد على هذه الأصوات خلال ثمانية أشهر من القتال بين الجيش والدعم السريع الذي انطلقت شرارته من العاصمة الخرطوم.

منح تركز القتال في بعض الولايات المدنيين في الخرطوم فرصة لالتقاط الأنفاس وتدبير أمورهم

كانت الأصوات تأتي من أحياء الرياض والمنشية شرقي العاصمة الخرطوم، حيث يحاول الجيش السيطرة على المنطقة الواقعة شرقي الخرطوم منذ أسابيع بشن هجمات على تجمعات الدعم السريع – حسب ما يقول محمود.

في الحرب التي دخلت شهرها التاسع، لا أحد يستطيع التكهن بميقات توقفها، مع زيادة حركة النزوح إلى الولايات الأقل تأثرًا بالقتال. ومع ذلك فإن تمدد الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة يثير المخاوف من أن لا منطقة في البلاد ستنجو من الحرب.

مع تركيز الدعم السريع على التوسع نحو ولاية الجزيرة، انحسرت المعارك انحسارًا كبيرًا في العاصمة الخرطوم، لكن هذا لا يعني اختفاء أصوات المدافع، لا سيما مع اعتماد الطرفين على استخدام المدافع طويلة المدى.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFCtreHrDZmdI1tuw1J

قال محمود إن المواطنين الذين لم يغادروا الخرطوم منذ بداية القتال يحاولون الحصول على "حق ضئيل في الحياة اليومية" من خلال تأمين المعيشة وشراء الاحتياجات الضرورية من الأسواق الصغيرة. وأردف: "يحاول المواطنون هنا الصمود في حياة قاسية جدًا مع انعدام الدخل والاعتماد على الأسر الممتدة في السودان والتكافل الاجتماعي".

ولم تتغير الخارطة العسكرية على الأرض في العاصمة الخرطوم حتى الآن تغيرًا كبيرًا، مع أن الجيش أحرز تقدمًا في بعض المناطق، وربما تستمر الأوضاع العسكرية بهذه الوتيرة، لا سيما مع انشغال الطرفين بالولايات.

وخلال الشهرين الماضيين طرأت تغييرات على الأرض بتدمير "جسر شمبات" الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، وجسر "جبل أولياء" الرابط بين ضفتي النيل الأبيض بين الخرطوم وأم درمان.

تعمل بعض الحافلات في النقل بين مدن الخرطوم بصعوبة في العثور على طرق آمنة قد لا تتوفر – حسب ما يقول محمد محجوب الذي يقيم في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم.

يعتقد محجوب الذي يزور يوميًا سوق الكلاكلة اللفة في حديث إلى "الترا سودان" إن الحرب في الخرطوم لم تعد مثل ما كانت عليه قبل شهرين، لافتًا إلى مخاطر تعرض المواطنين للقصف المدفعي والغارات الجوية، لكن المعارك العسكرية على الأرض انحسرت تمامًا – وفق إفادته. وأضاف: "لا خيار لنا سوى البقاء هنا في انتظار توقف الحرب. لديّ أمل في ذلك، ربما سيحدث قريبًا، وإلى ذلك الحين علينا أن نتشبث بالحياة مهما كانت الفرص قليلة".