حذرت الناشطة والمدونة، مزن النيل، من أن سعي السودان لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، سيمنح الفرصة لـ"تل أبيب" للاتفاق على إعادة آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا من البلاد إلى دولة الاحتلال بسبب الحرب والضائقة الاقتصادية.
ناشطة: مغادرة قائمة الإرهاب مقابل التطبيع ابتزاز أمريكي وإماراتي
وأوضحت مزن النيل في مقابلة مع تلفزيون "سودان بكرة"، بحسب ما رصد "الترا سودان"، أن السودانيين الذين لجأوا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية والضنك المعيشي، ستعمل تل أبيب على إعادتهم إلى البلاد بالاتفاق مع الحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد الثورة الشعبية.
اقرأ/ي أيضًا: محللون وناشطون: تقويض الديمقراطية أوله مباحثات سرية مع إسرائيل
ورفضت مزن النيل، مبررات الحكومة الانتقالية بالبحث عن مصالح البلاد وتحقيق الرخاء الاقتصادي من خلال التطبيع مع إسرائيل، مستدلةً على ذلك بوجود دول لا تزال تعاني اقتصاديًا مثل جنوب السودان وأوغندا ومصر رغم علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأردفت: "أول نتائج مباشرة بعد التطبيع ستكون إعادة آلاف اللاجئين من إسرائيل إلى السودان".
وأشارت مزن النيل إلى أن ما حدث في السودان وسعيه نحو التطبيع هو مثل سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أوكرانيا عندما حاول إقناع أوكرانيا لإلحاق فضيحة سياسية بمنافسه جو بايدن، وتحولت العملية إلى فضيحة لاحقت ترامب.
وتابعت: "السودان وافق على التطبيع مقابل الخروج من قائمة الإرهاب، وهو إبتزاز من الإمارات والولايات المتحدة".
وقالت مزن النيل، إن الحكومة الانتقالية حاليًا تدعم حكومة الاحتلال والجرائم التي تنفذها في حق الشعب الفلسطيني وحقوق اللاجئين السودانيين؛ وهذا شيء مرفوض وضد مبادئ الثورة والحرية والعدالة، مشيرةً إلى أن بيع المواقف دوليًا إذا كانت تعود بالنفع لعادت بالنفع لنظام البشير الذي باع موقف السودان في المحافل الدولية.
اقرأ/ي أيضًا: محللون وناشطون: تقويض الديمقراطية أوله مباحثات سرية مع إسرائيل
وأكدت مزن النيل، أن الأمم المتحدة كانت قد طلبت قبل سنوات من الوكالة اليهودية تقديم خطة عن إقامة دولة، إلى جانب طلب مماثل من اللجنة العربية العليا، المؤسف أن الوكالة اليهودية قدمت تصورات عنصرية استيطانية، ووضعت مقترحات بمنح المواطنة على أساس اليهودية واعتماد الوكالة جهة رسمية لتحديد المواطنة والهجرة.
محامي: لا يجب أن يتم أي تطبيع بدون تحقيق الدولة الفلسطينية وفقًا للمبادرة العربية
وأضافت مزن النيل: "اللجنة العربية العليا طلبت وضع المواطنة على أساس الإقامة في فلسطين واحترام الثقافات والأديان بما فيها الديانة اليهودية، إلى جانب انتخاب مجلس تشريعي يحترم التعدد الثقافي، وإقامة دولة ذات دستور يحمي الحقوق الثقافية، وهذا هو الفرق في المبادئ والحقوق التي تسعى إليها الشعوب؛ أي أنها لا تحرم الآخرين منها".
من جهته اشترط المحامي والناشط الحقوقي، أحمد الجيلي، في ذات المقابلة التي أجرتها محطة تلفزيون "سودان بكرة"، لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فقط في حال حقق الشعب الفلسطيني دولة عاصمتها القدس وفقًا للمبادرة العربية.
وأوضح الجيلي أن الحديث عن المصالح والاقتصاد غير مبرر وينبغي احترام المشاعر العربية والاسلامية، معربًا عن أسفه أن السودان رغم تبرير إقراره للتطبيع بالبحث عن مصالح لكنه "خرج من المولد بلا حمص".
ورأى الجيلي أن التطبيع ضد المبادئ العامة والقانون الدولي وموقف سياسي خاطئ ولايمكن تبرير التطبيع في ظل وضع يمارس فيه الكيان الصهيوني عمليات عنصرية ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني.
اقرأ/ي أيضًا: مبادرة من أهل القضارف لإغاثة اللاجئين الإثيوبيين
ولفت الجيلي أن مصر أول دولة عربية طبعت مع إسرائيل، تلتها الأردن في اتفاقية وادي عربة، لكن شعوب هذه الدول لم تقبل التطبيع، وظل مجمدًا في حد السفارات والأجهزة الرسمية فقط.
ناشط: إسرائيل على أعتاب علاقة حميمة جدًا مع السودان
وحذر الجيلي من أن السودان يتجه إلى إقامة علاقات مقربة جدًا، مع إسرائيل وسيجد نفسه يتعاون مع رئيس مثل بنيامين نتنياهو.
اقرأ/ي أيضًا
خلافات بين ملاك المقاهي وسكان حي العمارات قد تؤدي إلى حدوث صدامات