أقر وزير التربية والتعليم الإتحادي، البروفيسور محمد الأمين التوم، بإهمال وتهميش الوزارة والدولة لشريحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومضى بقوله: "هذه الفئة لا تجد الاهتمام ويجب الاعتراف بهذا الوضع غير المقبول، وهؤلاء لديهم حقوق ويجب التعاون مع الآخرين لردها لأهلها".
وزير التربية والتعليم: أكبر السمات التي تدل على تهميش ذوي الاحتياجات الخاصة عدم وجود إحصائية رسمية بأعدادهم
وأكد الوزير خلال مخاطبته مؤتمر دعم التعليم الدامج والراعي للتعليم العزلي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة التربية والتعليم اليوم الإثنين، بأن أهم سمات التهميش لذوي الاحتياجات الخاصة تكمن في عدم وجود إحصائية رسمية لمعرفة أعدادهم.
اقرأ/ي أيضًا: اجتماع مجلسي السيادة والوزراء يوائم اتفاقية السلام مع الوثيقة الدستورية
وأشار التوم إلى سعيهم بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء لمعرفة نوع الإعاقة وعدد المعاقين. كما نوه إلى أن معظم المدارس في السودان غير مؤهلة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعهد بتوفير الوزارة لكافة المطلوبات الخاصة بتعليمهم.
وفي ذات السياق قال المدير العام للمركز القومي للمناهج والبحث العلمي، عمر القراي، إن شريحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر أكبر فئة عانت إبان نظام العهد البائد. وتأسف القراي لعدم اهتمام حكومة ما بعد الثورة بقضاياهم وأضاف :" ذوي الاحتياجات الخاصة لم ينصفوا حتى الآن، والثورة تظل ناقصة ما لم تهتم بهم".
وأشار إلى أن مجمل معاناتهم تتمثل في مجال الرعاية الصحية، التعليم ، وتناول قضاياهم في وسائل الإعلام لتعريف المجتمع بكافة المشاكل التي يعانون منها، وزاد بالقول: "الإعلام مقصر جدًا في جعل المجتمع يحترمهم".
اقرأ/ي أيضًا: كيانات التعدين تتهم المالية بالتنازل بسهولة عن أسهم سودامين لـ"الجنيد"
ونوه المدير العام للمركز القومي للمناهج، إلى أن الإعاقة الحقيقية تكمن في الجهل، التنمر، التعصب للرأي، و التطرف، ودعا لضرورة تغيير القانون إضافة لتمييزهم إيجابيًا من خلال إلزام أصحاب العمل بمنحهم نسبة محددة في الوظائف.
شدد المدير العام للمركز القومي للمناهج، على ضرورة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام والجامعي
وشدد القراي على ضرورة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام والجامعي، وذلك من خلال وضع منهج وامتحانات موحدة.
ويعاني الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبات جمة نتيجة لتجاهل الدولة بمختلف مؤسساتها وبالذات التعليمية منها لاحتياجاتهم، وسجل عدد منهم اعتراضات على عدم توفير الوسائل اللازمة التي تسمح باندماجهم في المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة، إحداها مشكلة عدم تعيين مترجمين بلغة الإشارة للبرامج التعليمية والخطابات الحكومية وغيرها من البرامج في التلفزيون الحكومي، حيث كشفت مديرة مدرسة التجمع السوداني للصم، آلاء عباس، في حديث سابق لـ"الترا سودان"، إن هذه المشكلة قد امتد تأثيرها إلى ست مدارس بولاية الخرطوم، من بينها مدرسة التجمع السوداني للصم بولاية الخرطوم. حيث أكدت مديرة مدرسة التجمع، أن الصم تعرضوا للتهميش في البرامج التعليمية التي تبث على التلفزيون الحكومي فيما يتعلق بمواد الصف الثامن، ويتعرضون للظلم عندما يجلسون للامتحانات مع أقرانهم لأنهم لن يتحصلون على جرعات تعليمية".
وقالت المديرة في إفادتها لـ"الترا سودان"، إن: "محطات التلفزة الحكومية تتعذر بعدم وجود ميزانية مخصصة لمترجمي لغة الإشارة، وفي نفس الوقت يتم تعيين المذيعين"، وتساءلت: "إذًا لماذا يكون تعيين المذيعين في القنوات الفضائية مقتصرًا على مقدمي نشرات الأخبار والبرامج، لماذا لا يتم تعيين مترجمي لغة الإشارة؟".
ومع انتشار فيروس كورونا في السودان منذ آذار/مارس الماضي، لجأ معلمو مدارس الصم بولاية الخرطوم إلى نشر مقاطع فيديو على المنصات الاجتماعية لتوعية الصم وحثهم على إجراءات التباعد الإجتماعي والالتزام ببروتوكولات وزارة الصحة.
وجاءت هذه الخطوة التي اعتمدت على المبادرات الفردية، بعد أن لاحظت إدارات مدارس الصم بولاية الخرطوم عدم تعيين مترجم لغة الإشارة في نشرات الأخبار بالقنوات الفضائية ومنصة كورونا الإعلامية.
اقرأ/ي أيضًا: اجتماع عاجل لحمدوك مع لجان المقاومة اليوم
بينما رسمت العضو السابق في اتحاد الصم ومعلمة مدارس الصم بولاية الخرطوم، وئام فضل، في التغطية السابقة لـ"الترا سودان"، صورة قاتمة عن وضع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وذكرت أنهم يحتاجون إلى الدمج في المدارس العامة وليس عزلهم في مدارس خاصة بهم، لأن الدمج يساعد على اندماجهم في المجتمع وعدم الشعور بالتمييز السلبي، حسب تعبيرها.
وئام فضل: مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس والمجتمعات في السودان تنتظر "عقلية حكومية " جديدة
بينما ظلت مشاكل الصم وذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس والمجتمعات بالعاصمة والولايات تنتظر "عقلية حكومية " جديدة كما تصرح وئام فضل. فيما تردد الاختصاصية الاجتماعية هيفاء عمر قائلة: "نحتاج معجزة".
اقرأ/ي أيضًا
حاكمة الولاية الشمالية تُقيل أربعة مدراء تنفيذيين عينتهم الشهر الماضي
محمد الفكي: نعرف فضيلة الاعتذار إذا لم نعالج الأمور والسودان يستحق الأفضل