18-مايو-2020

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (موقع المفوضية)

حرم الهجوم الذي تعرض له لاجئون من دولة جنوب السودان بمحلية الميرم بولاية غرب كردفان، عائلة رجل أعمال سابق يربي تسعة أطفال من نعمة الأمان، وقال الأب "كل شيء قمت ببنائه وجمعه في سنين ذهب في لحظة". وأضاف: "لكنني سعيدٌ لأنه لم يقتل أحد" 

الهجوم على مستوطنة اللاجئين الجنوبيين بمحلية الميرم أسفر عن إصابة (18) لاجئًا، و إحراق أكثر من (200) منزل من جملة (280) آخرين، و تدمير أو سرقة ممتلكات كثيرة منها وثائق هوية مهمة

وتسببت الاعتداءات التي جرت في 5 أيار/مايو الجاري، في حالة من الذعر والدمار، عندما هاجمت مجموعة على ظهور الخيل مستوطنة لاجئين بمنطقة الميرم الحدودية مع دولة جنوب السودان، حيث تم إحراق أكثر من (200) منزل من جملة (280) منزل في المستوطنة، وتدمير أو سرقة ما تبقى من ممتلكات، بما في ذلك وثائق هوية مهمة، وتسبب الاعتداء بإصابة (18) لاجئًا، مما اضطر المقيمين في المستوطنة إلى اللجوء إلى قاعدة عسكرية حيث حصلوا على الحماية والطعام والمياه. وبعد يومين عاد البعض إلى المستوطنة التي لم يتبقى منها سوى الرماد، وكلهم خوف من تجدد أيًا شكل من أشكال العنف.

اقرأ/ي أيضًا: مياه الخرطوم: عجز بنسبة 30% في الإنتاج وانحسار مفاجئ للنيل وراء قطوعات المياه

وبعد الهجوم قررت أكثر من (80) عائلة، تضم حوالي (400) فرد، مغادرة المنطقة والسفر شمالًا إلى أجزاء من مناطق الطابون، غبيش، عديلة والمجرور في غرب كردفان حيث اعتاد بعضهم العمل هناك في موسم الحصاد. وأشارت التقارير الأولية إلى أن اللاجئين لا يعتزمون العودة إلى الميرم بعد موسم الحصاد بسبب التهديدات والعنف، واعتبروا أن القرار بالعودة أمر صعب.

وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة فإن المتورطين فى الهجمات يزعمون أن الهجوم  كان يهدف إلى الانتقام من الإشتباكات الطائفية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، حيث اندلعت هجمات مسلحة بين المجتمعات المختلفة فيها خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إليزابيث تان: "ندين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الوحشي على الرجال والنساء والأطفال الأبرياء" وتابعت "صُدمت المفوضية بالاعتداءات عديمة الإحساس على مستوطنة اللاجئين في وقت سابق من هذا الشهر، مما تسبب في فرار حوالي (400) لاجئ من جنوب السودان شمالاً حتى أمس الأحد".

وشارك اللاجئون المتأثرون محنتهم مع موظفي المفوضية، وبعد الهجمات مباشرة، دعمت المفوضية العائلات في المستوطنة المتضررة بأغلفة بلاستيكية وأدوات مطبخ وأغطية، وقالت تان: "سيكون من الضروري استعادة السلامة والأمن بسرعة وتقديم المعتدين إلى العدالة." وأضافت "إن المفوضية مستعدة للعمل مع الحكومة والمجتمع الإنساني لتلبية الاحتياجات الملحة لهؤلاء الناس الذين شعروا أنهم مضطرون للمضي قدمًا". واقترحت السلطات تخصيص مساحة أرض حيث يمكن إقامة مستوطنة بديلة.

الأمم المتحدة: " الجيران السودانيون في الميرم رفضوا العنف وحموا اللاجئين وفتحوا منازلهم لأولئك الذين فقدوا كل شيء".

وأشادت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتضامن الجيران السودانيون في الميرم، وقالت: "لقد رفضوا العنف وحموهم بقدر ما تيسر لهم بل وفتحوا منازلهم لأولئك الذين فقدوا كل شيء". وتضافرت جهود المجتمع المضيف في جمع المساعدات في بادرة تعكس روح التضامن لإعادة بناء منازل المتضررين.

وحسب الأمم المتحدة فإن السودان يستضيف حوالي (821,000) لاجئ من جنوب السودان، منهم حوالي (61,000) في غرب كردفان.بينما يركز عمل المفوضية في المنطقة على الحماية ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في أماكن مثل الميرم، حيث قامت الوكالة بتوزيع الناموسيات على المجموعتين مؤخرًا.

اقرأ/ي أيضًا

جهات مجهولة تروج حسابات مزيفة بوسائل التواصل الاجتماعي تستهدف مسؤولين وقياديين

ناشطون: أحداث كسلا ليست اقتتالًا قبليًا والجهات الأمنية متراخية