ما يزال الآلاف يتظاهرون في الخرطوم والولايات رفضًا للانقلاب العسكري والاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك. وخرجت في العاصمة ومدن أخرى اليوم الاثنين مواكب أطلقت عليها لجان المقاومة مليونية السادس من كانون الأول/ديسمبر.
في الخرطوم سيرت لجان مقاومة الديوم والشجرة وجبرة والخرطوم 3 موكبًا إلى القصر الجمهوري مقر مجلس السيادة الانتقالي، وطالبوا بتنحي السلطة الانتقالية وتسليم السلطة إلى المدنيين. وقوبل المتظاهرون في شارع القصر على مسافة قريبة من المقر بقنابل الغاز.
متحدث من لجان المقاومة: الإعلان السياسي سيطرح على القوى السياسية والاجتماعية
وتحرك الموكب الذي وصل إلى القصر الرئاسي من محطة باشدار وفور وصوله إلى شارع القصر أطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع وشهدت الشوارع الجانبية الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن.
اقرأ/ي أيضًا: التجمع الاتحادي: اتهامات البرهان للقوى السياسية غير صحيحة
وذكر حسام علي وهو متظاهر شارك في موكب القصر، أن المتظاهرين اقتربوا من شارع قريب من القصر الرئاسي لكن قوات الشرطة أطلقت الغاز المسيل وفرضت طوقًا أمنيًا على القصر الجمهوري.
وقال علي إن المواكب ستستمر خلال الأسابيع القادمة ولن تتوقف، موضحًا أن المتظاهرين لن يتراجعوا لأن البديل سيكون نظامًا سياسيًا فاشلًا وخطيرًا على هذا البلد.
وأشار إلى أن العسكريين يعتمدون على تجاهل مطالب الشارع حتى تنحسر الاحتجاجات، لكن هذا لن يحدث وتحليلهم خاطئ تمامًا.
أما في مدينة الخرطوم بحري وصل الآلاف من أم درمان عبر الجسر الرابط بين المنطقتين شمال العاصمة، وتجمعوا في "اعتصام اليوم الواحد" بمحطة المؤسسة بجانب لجان مقاومة أحياء بحري، كما انضم إلى الاعتصام آلاف المحتجين من شرق النيل.
وأنهى المحتجون في محطة المؤسسة بالخرطوم بحري اعتصام اليوم بعد ساعات من التظاهر ضد ما أسموه "السلطة الانقلابية"، مطالبين المكون العسكري والمدني بالتنحي. وقابلت قوات الشرطة الاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وذكر شهود أن الشرطة أطلقت عبوات غاز بشكل عشوائي ومكثف بعد حلول الظلام.
وذكر متحدث باسم تنسيقيات لجان مقاومة بحري أن لجان المقاومة بصدد طرح إعلان سياسي جديد يشتمل على حل جميع الأزمات التي تحاصر البلاد، وسيكون ملبيًا لطموحات السودانيين.
وأشار هذا المتحدث من على منصة اعتصام المؤسسة بالخرطوم بحري اليوم الاثنين وسط هتافات الآلاف بعدم الشراكة مع المكون العسكري، إلى أن الإعلان السياسي سيطرح على القوى السياسية والاجتماعية للتوقيع عليه.
وأكد أن الإعلان السياسي تأجل لإجراء تعديلات عليه وإعلانه بشكل نهائي حافلًا بجميع القضايا ومعبرًا عن السودانيين، مشيرًا إلى أن الإعلان السياسي المرتقب يعد تغييرًا جذريًا في المسار السياسي في السودان الذي عانى من الانقلابات العسكرية وتقويض الديمقراطيات.
وفور تأكيد متحدث لجان تنسيقية لجان مقاومة بحري طرح الإعلان السياسي قريبًا، تعالت صيحات المتظاهرين في شارع المؤسسة بالخرطوم بحري بالهتافات المرحبة.
ويطالب الآلاف من المتظاهرين بتنحي المكون العسكري الذي يهيمن على السلطة الانتقالية في البلاد، لكن في ظل الفراغ السياسي يقول مراقبون إن هناك أهمية لطرح خارطة طريق لتوضيح المطالب بشكل منظم.
ويعد الإعلان السياسي المرتقب من تنسيقيات لجان المقاومة على مستوى البلاد بمثابة اختبار حقيقي لقوى الحرية والتغيير، الإئتلاف السياسي الذي أطاح به العسكريون من الشراكة في 25تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، عما إذا كانت هذه القوى ستنضم إلى الإعلان السياسي أم لا.
بينما كان الوضع مختلفًا في الخرطوم التي نظمت اعتصامات لامركزية في الأحياء شملت مناطق جنوب الخرطوم التي ضمت الكلاكلات حيث تجمع الآلاف في ساحة رئيسية بالكلاكلة وعبروا عن مطالبهم بالعدالة والدولة المدنية.
كما اعتصم الآلاف في مناطق جنوب الحزام التي ضمت الأزهري وعيد حسين ومايو والإنقاذ في شارع رئيسي، وقال شهود عيان إن الآلاف لبوا دعوة اعتصام اليوم الواحد منددين بقتل المدنيين في دارفور مطالبين بإيقاف الهجمات المسلحة في الإقليم الذي يشهد اشتباكات قبلية منذ أسابيع.
لكن في شارع الستين تطورت الأوضاع هذه المرة بهجوم لعصابة مسلحة بالأسلحة البيضاء على مواكب شرق الخرطوم في الدقائق الأولى عندما تجمعت ظهر اليوم.
وقال شاهد عيان لـ"الترا سودان" إن العصابة المسلحة وصلت على متن "باص الوالي" وهي باصات كانت مملوكة لحكومة ولاية الخرطوم، وهاجموا الموكب وتعرض بعض المتظاهرين لإصابات طفيفة.
وأكد شاهد عيان أن المتظاهرين ألقوا القبض على أكثر من (20) شخصًا من أفراد العصابة وسلموهم إلى الشرطة، كما طاردت السيارات البص الذي وصل ضاحية سوبا.
اقرأ/ي أيضًا: تشكيل لجنة لمراجعة واستلام الأموال المستردة بواسطة تفكيك التمكين بالقضارف
واستمر موكب شارع الستين بعد هجوم العصابة المسلحة وسيطرة المتظاهرين على الوضع حتى حلول الظلام، واستعانوا بمصابيح الهواتف النقالة في الشارع الرئيسي الذي شهد الشهر الماضي احتجاجات شعبية واسعة.
اعتصم الآلاف في ميدان الشهيد عباس فرح بضاحية المعمورة شرق العاصمة
فيما اعتصم الآلاف في ميدان الشهيد عباس فرح بضاحية المعمورة شرق العاصمة منددين بالقتل في إقليم دارفور، إلى جانب الهتافات المطالبة بتنحي العسكريين عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين.
وقالت سلافة عثمان بلول التي تحدثت في منصة الاعتصام بميدان الشهيد عباس فرح، إن العدالة تعد عنصرًا أساسيًا في ثورة ديسمبر، مشيرة إلى أن تعطيل العدالة و إضعافها يعني إجهاض ثورة ديسمبر.
ونوهت إلى أن الثورة شعارها الحرية والسلام والعدالة، ولم تحقق أي بند من هذه الشعارات. ولفتت إلى أن والدها ضابط في الجيش تم إعدامه فيما يعرف بقضية ضباط 28 رمضان في العام 1990، وحتى الآن لم يتم العثور على مقبرته.
بينما أعلن والد الشهيد عباس فرح الذي تحدث في منصة الاعتصام أنهم في منظمة أسر الشهداء يثقون في مطالب الشارع، وأنه مستمر في ثورته لتحقيق العدالة للشهداء.
اقرأ/ي أيضًا