حتى الآن لا يجد النازحون في الولاية الشمالية بدائل مناسبة للسكن إذا مضت وزارة التربية والتعليم الولائية في تنفيذ قرارها باستئناف الدراسة اعتبارًا من الأحد القادم، 19أيار/مايو، ما يدفع المقيمين في المدارس إلى القلق من استخدام السلطات للقوة لإجبارهم على الإخلاء.
مقترح حكومي بإنشاء مراكز إيواء داخل ملعب دنقلا بالولاية الشمالية
وحددت وزارة التربية والتعليم هذا الأسبوع، أسبوع المعلم، وطالبت المعلمين بالحضور إلى المدارس على الرغم من بقاء النازحين فيها دون حلول تذكر، وفق شهادات عاملين في الغرف الطوعية.
فيما اعترضت لجنة المعلمين بالولاية الشمالية على قرار وزارة التربية والتعليم ودفعت بشروط لاستئناف الدراسة تمثلت في تخصيص مراكز إيواء ملائمة للنازحين حال إخلاء المدارس، وصرف جميع الأجور الخاصة بالمعلمين والمتعطلة منذ عام.
ورهنت لجنة المعلمين في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، استئناف الدراسة بترتيب سكن ملائم لإيواء النازحين وصيانة المدارس وتوفير الكتاب المدرسي ومقاعد الإجلاس.
كما طالبت لجنة المعلمين بصرف مستحقات المعلمين بشكل كامل على غرار ما تم في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، وتنفيذ ذلك يتضمن صرف الأجور في الفترة من آب/أغسطس حتى كانون الأول/ديسمبر 2023، إضافة لصرف "بدلات الملابس" و"منحة عيد الفطر" و"عيد الأضحى" و"البديل النقدي".
وشدد بيان لجنة المعلمين بالولاية الشمالية على رفض قرار فتح المدارس في ظل هذه الظروف والمعطيات، مشيرًا إلى أن الرواتب لم تعد تغطي أسعار الخبز والمواصلات والسلع الغذائية والاحتياجات العائلية.
وقررت لجنة المعلمين في الولاية الشمالية الدخول في إضراب مفتوح إلى حين تنفيذ جميع المطالب.
وكانت لجنة حكومية من وزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية، أكدت خلال جولتها في عدد من المدارس بمدينة دنقلا عاصمة الولاية، استجابة جزء كبير من المعلمين لقرار فتح المدارس في إطار المصلحة العامة.
فيما قالت الناشطة في منظمة "بنت السودان" بمدينة دنقلا وسط مراكز الإيواء، خادم عبدالرزاق لـ"الترا سودان"، إن مفوضية العون الإنساني اقترحت نقل جزء من المقيمين في مراكز الإيواء بمعسكر عبدالله بن أبي سرح، وهو موقع يفتقر للخدمات الأساسية مثل الكهرباء، إلى جانب تصدع المباني وهي آيلة للسقوط حسب خادم الله.
وتضيف خادم الله: "المقترح الثاني إنشاء مخيمات داخل ملعب دنقلا وسط السوق الرئيسي. وهو مقترح مرفوض من جانب المواطنين لأن الموقع لا يصلح للإسكان نتيجة لعدم توفر الخدمات الأساسية".
ناشطة: نقل ما يقارب الألف شخص إلى ملعب رياضي تحت مبرر إنشاء مخيمات يعد عملًا غير إنساني
وتقول خادم الله عبدالرزاق إن المقترح يقضي بنقل (250) عائلة إلى ملعب دنقلا. وتضيف: "في اعتقادي نقل ما يقارب الألف شخص إلى ملعب رياضي تحت مبرر إنشاء مخيمات يعد عملًا غير إنساني".
ويوجد في الولاية الشمالية أكثر من مائة مركز إيواء زاد عددها عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة نهاية العام الماضي، وأصبح العديد من المواطنين يفضلون الولاية كونها بعيدة عن مركز القتال.
ويعيش المدنيون الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء أوضاعًا إنسانية قاسية حسب ما تقول انتصار التي تقيم في مركز إيواء بمدينة دنقلا. وتؤكد: "المواد الأساسية مثل الغذاء ومياه الشرب والأماكن المهيئة هي أشياء التي يستحقها اي مواطن في بلده".
وتقول انتصار لـ"الترا سودان" إن الناس اضطروا للبقاء في المدارس في بيئة لا تلائم حقهم في السكن، وحولوا القاعات إلى مكان للسكن بشكل مؤقت إلى حين توقف الحرب؛ والحكومة تصر على فتح المدارس دون تقديم بدائل.
وتابعت: "إذا أصرت الحكومة على فتح المدارس عليها السماح للمنظمات الدولية بإنشاء مخيمات في الولاية وتحويلها إلى مدن للنازحين، لأنه لا أحد يعلم متى ستتوقف الحرب".