23-يناير-2022

أصدرت لجان مدني مقترح الإعلان بعد يوم من إعلان ارتقاء الشهيد "محمد فيصل" (Getty)

الترا سودان | فريق التحرير

أخيرًا أصدرت لجان المقاومة بمدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة مقترح إعلانها السياسي، والذي قالت إنها تطرحه "للشعب السوداني قاطبة ولجان المقاومة في كل ولايات السودان وكل القوى الثورية المؤمنة بالتغيير الجذري"، ودعت الجميع للتحاور حوله وإرسال الآراء والمقترحات بشأنه.

قالت لجان مدني إن الإعلان المقترح يمثل حجر الزاوية في ترجمة الفعل الثوري إلى رؤية سياسية واضحة ومتماسكة

وأشارت اللجان في مقدمة الإعلان، إلى أنه وثيقة مقترحة "لبدء عملية سياسية جذرية واسعة هدفها النهائي بلورة رؤية سياسية وطنية موحدة حول طبيعة الدولة والحكم والاقتصاد وتداول السلطة"، وقالت إن الإعلان المقترح يمثل حجر الزاوية في ترجمة الفعل الثوري إلى رؤية سياسية واضحة ومتماسكة، وبداية تحويل السلطة إلى قواعد الجماهير بانتزاعها من النادي السياسي النخبوي التقليدي والحديث والخطوة الأولى في الخروج من الأزمة السياسية المزمنة، بحسب ما ورد في ديباجة الإعلان.

 

وتوالت ردود الفعل على الإعلان السياسي الذي استقبلته قطاعات واسعة من الشباب السوداني بشكل إيجابي، حيث رأت فيه مخرجًا من حالة انسداد الأفق السياسي للحراك الجماهيري المناهض للانقلاب، فيما أبدى البعض العديد من الملاحظات على بنوده ورؤاه.


شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على  شاشة التلفزيون العربي أخبار

 


وشدد الكاتب والناشط أحمد الشريف في معرض تناوله للإعلان، على أنه ما يزال مجرد اقتراح من لجان المقاومة، وأكد على أن الميثاق التأسيسي لا بد أن يكون عرضًا لا يرفضه أحد، وقال: "أعتقد أن لدى كثير من السودانيين أسبابًا كافية لرفض العروض المتواضعة التي تقدمها مقترحات المواثيق حتى الآن".

 

 

من جانبه رأى الناشط السياسي هشام الشواني، أن الإعلان لا يمثل كل مدينة مدني، قائلًا إن لجان مقاومة مدني "ككل اللجان هي تمثل تيار سياسي من تيارات (مدينة مدني)"، مؤكدًا على أنه من الجيد أن يكتب هذا التيار وثيقة سياسية ويعبر عن رؤيته. مشيرًا إلى أن الإعلان هو عبار عن وثيقة و"ليس إعلانًا جماعيًا من جماهير"، موضحًا أنه من الأفضل تسميته بوثيقة لا سيما وأن بها عناصر تحليل لا يتفق فيها (جمهور مدني ولا جميع مثقفيها)، على حد تعبيره.

 

 

أما د. محمد قرشي عباس، فأكد على أن أهمية الإعلان لا تكمن في محتواه، وإنما من إصداره نفسه، مرجعًا تلك الأهمية إلى أنه يمثل كسرًا لحالة الجمود إلى جانب انبثاقه من القاعدة الشبابية كمقترح للنقاش وليس كميثاق فوقي غامض مثل "ميثاق الحرية والتغيير"، على حد قوله.

 

 

وهو ما أكده الناشط الحقوقي بكري محمد صالح، والذي قال إن توقيت نشر مقترح الإعلان "غير التايم لاين تمامًا"، مشيرًا إلى أن الثوار كانت قد غشيتهم "مسحة حزن بدأت تنخر في عظم الثورية"، واصفًا ذلك بـ"المؤشر الخطير".

 

 

الإعلان السياسي للجان المقاومة في مدينة ودمدني رغم الاتهامات التي تلاحقه؛ هو خطوة في الاتجاه الصحيح، خصوصًا أنه قد طرح كمقترح وليس إعلانًا نهائيًا. وهو ليس الوحيد بطبيعة الحال، فلجان المقاومة في عدد من المدن والولايات تستعد طرح إعلاناتها السياسية، وأكد عدد من أعضاء لجان المقاومة بمدينة بورتسودان اقتراب صدور إعلانهم، فيما تتواصل فعاليات لجان المقاومة في الخرطوم والولايات في البناء القاعدي والعمل الجماهيري في خطها الذي تبنته لإسقاط النظام.

اقرأ/ي أيضًا

كنائس تلغي مراسم رأس السنة وفنانون يلغون حفلاتهم حدادَا على الشهداء

ثوّار سودانيون ينضمون لـ"جيش الأضحكني"