24-سبتمبر-2020

الفن ليس جريمة (صفحة ميثاق حماية الفنون و الفنانين)

أعلنت مجموعات وأفراد حالة الطوارئ الفنية بالبلاد، وطالبوا بحرية الفن في الشوارع والميادين والأندية دون وصاية قانونية، أو أخلاقية وفكرية، أو أي تعدٍ يحد من هذه الحريات، وأعلاها حرية التعبير كحق إنساني أصيل. 

في مسرح الثورة

واستعرض عضو مجموعة "فيد للفنون"، محمد هاشم، ما تعرضت له المجموعة خلال مسيرتها الفنية، حيث كانت أثناء فترة حكم النظام البائد تؤدي عروضها سرًا، وتمارس الأعمال الفنية في صمت وفي أطر ضيقة منعًا للاختراق، وفي مسرح الثورة داخل حي الزهور؛ لم يتقبل جزء من المجتمع فعل المجموعة، دون فهمٍ للأدوار التي يؤدونها.

عاصم زرقان: سقط النظام القديم بالفنون وتمكنا من هزيمته بالموسيقى واللون

ووصف هاشم ما تعرضت له المجموعة بالأحداث الأشد غرابة من فض الاعتصام، وطالب المجتمع بتقبل أشكالاته الذاتية أولاً لأنه يصدر الاحكام على الأخرين دون معرفة بتفاصيل ما تقدم من أفكار ومفاهيم، وهي أحكام ظاهرية لا جوهرية، ومعرفة الرسالة التي يراد ايصالها. وأكد قائلاً "نحن نقلع ولانقنع" في إشارة لمواصلة العروض الفنية دون تخويف وترهيب.

اقرأ/ي أيضًا: تيريزا نيانكول مثيانغ.. أيقونة الغناء الثوري في جنوب السودان

من جانبها، طمأنت والدة أحد ضحايا حادثة حي الزهور شيرين إبراهيم، في إفادتها، بأنها لن تتوقف عن زيارة ابنها "ميدو" في السجن، وأنه بحالة معنوية عالية. وأكدت مواصلتها لدعمه فيما يقدمه من رسالة سامية. وقالت إن ميدو كان يجب أن يجلس لامتحانات خلال الشهر الجاري، تم تحويلها لبدائل يخضع لها فيما بعد.

هزيمة الظلام بالموسيقى واللون

قال الفنان، وأحد الموقعين على الميثاق، عاصم زرقان، إن ما حدث للجماعة الفنية من هجمات، حدث متكرر منذ عهد النظام البائد، وظلت العقلية القديمة ترفض التواجد النسائي بالكيانات الفنية. كما أن القانون ساهم في دعم هذا التوجه عبر الثغرات القانونية، مثل جريمة "الإزعاج العام" وهي مادة فضفاضة، يمكن أن يحاكم بها الفنان أثناء ممارسة المهنة، هي قوانين تجرم الفن والإبداع، وعلى العكس لا نجد قوانين ودور لحماية الفنان. 

وأردف زرقان بالقول: "بعد الثورة أصبحت هذه الأمور أشد وضوحًا لأن هناك مساحات من الحرية لتوصيل أصوات الفانين من خلال منصات التعبير المختلفة، التي لم تكن متاحة أيام النظام البائد. في الماضي كانت هناك أصوات عالية لكنها تعرضت للقمع". 

وشدد زرقان على الدور الكبير الذي أحدثته ثورة كانون الأول/ديسمبر المجيدة، وتشجيعها للفنانين. وحول الميثاق أكد أنه محاولة لحماية الفنان من جميع أشكال الوصاية أيًا كان نوعها، لأن الفن تحرر بأمر الثورة، وسقط النظام القديم بالفنون، وتمكنا من هزيمته بالموسيقى واللون، وأطلقنا ميثاق لحماية الفنون والفنانين، مبدئي ومفتوح للإضافة والحذف من جميع المبدعين، ونريد أن يتم تداوله في الوسط الفني لحدوث توافق حوله، وعند اكتمال صيغته النهائية سيسلم للجنة قانونية تشرع في صياغة مذكرة لوزارة العدل تمهيدًا لقانون يحمي الفانين.

نضال فوق دستوري. أو عندما يتحول الهتاف لجريمة

وأشار عضو المعمل المدني وأحد الضحايا المفرج عنهم، حسن طلب، إلى أن مشكلة المجتمع تكمن في دور المرأة بالمؤسسات الفنية، واصفًا أياها بعملية التغيير التي تتطلب جهدًا وزمنًا طويلًا لإحداث تحول في المفاهيم.

وأشار طلب، إلى مطالب لجان المقاومة لأكثر من عام بضرورة الإصلاح القانوني، هذا التأخير أحد مظاهره هو ما تعرضنا له مؤخرًا. وكشف أن المتهمين يمثلون أمام النيابة في ظل غياب المحامي، وإعطاء سلطات مطلقة للضباط، مع غياب مراقبة الأقسام بكاميرات مراقبة داخلية.

هل الهتاف داخل الأقسام جريمة؟

يجيب طلب، أنه جاء تعبيرًا ضد الظلم، وفي حال كان جريمة فإن نضالنا فوق دستوري لا تقيده قوانين، وظللنا نهتف ضد النظام القديم على الرغم من تجريمه.

وتساءل طلب، هل يخطر العساكر المتهمين بمنع الهتافات وترديد الأشعار الثورية داخل الحراسات، أم هل الغناء ممنوع؟ وقال "إن الحراسات يعمل على تنظيفها الأطفال القصر المساجين، والدولة لم تأتِ بنا كعاملين لديها، أين خدماتها وواجباتها ولماذا نؤدي أعمال مجانية للدولة؟".

اقرأ/ي أيضًا: جمع أكثر من (600) قطعة سلاح من أيدي المواطنين بولاية واراب

نعود مرةً أخرى للحديث عن الميثاق، مع صانع الأفلام رامي ماجد، والذي قال إن الميثاق يأتي لحماية الفنانين وابتكار قوانين تمنع بطش الحكومة المستمر، وفي ذات الوقت تقديم أدوارنا داخل المدارس. 

 أهم المطالب تتمثل في تغيير قانون المصنفات الأدبية والفنية للعام 2001، واستبداله بقانون يدعم الفنون

وأوضح أن أهم المطالب تتمثل في تغيير قانون المصنفات الأدبية والفنية للعام 2001، واستبداله بقانون يدعم الفنون. بالإضافة لتفكيك مؤسسة النظام العام وحماية الفنانين من التمييز بناءً على المظهر والشكل الخارجي، وتجريم تشويه الأعمال الفنية في الأماكن العامة، إلى جانب اعتماد الفنون التعبرية كجزء من العملية التعليمية، وتفعيل وتطوير المسرح المدرسي والجمعيات الثقافية، وحماية الدور الفنية المسجلة وغير المسجلة وتوفير الدعم اللازم لها من الدولة والمجتمع المدني، مع كفالة حق التعبير والحركة للفنانين، وإلغاء الإجراءات المقيدة للحريات مثل استخراج التصاريح. كما شدد على اهمية فتح منصات الدولة الإعلامية للفنون وعكس التنوع التعبيري.

اقرأ/ي أيضًا

مع "أردول" مرة أخرى!

اتفاق بين السودان وهولندا لإنشاء مصانع للصمغ العربي بغرب السودان