19-ديسمبر-2020

(مواقع التواصل)

تتآكل شعبية السلطة الانتقالية التي تشكلت في البلاد عقب الإطاحة بالنظام البائد بإستمرار مع تزايد الأزمة الاقتصادية والاضطرابات الأمنية في بعض الولايات، إلى جانب بطء العدالة. واليوم في الذكرى الثانية للثورة حصنت الحكومة الانتقالية نفسها بالإجراءات الأمنية والعسكرية على عكس ما فعلت العام الماضي في مثل هذا اليوم، حيث كانت المواكب السلمية ذات طابع احتفالي قريبة من المؤسسات الحكومية.

انتشار غير مسبوق للشرطة بمختلف تشكيلاتها وسط الخرطوم

ونشرت الشرطة قواتها في وسط الخرطوم ما بين القصر الجمهوري ومكتب مجلس الوزراء والشوارع الرئيسية، وأبقت على حركة الجسور عادية مع التحصينات التي اتخذتها في المؤسسات الرئيسية بالعاصمة لمنع تقدم المحتجين الناقمين على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية.

اقرأ/ي أيضًا: مواكب ذكرى الثورة.. هل تأتي بالمجلس التشريعي؟

وركزت دعوات انتشرت على المنصات الاجتماعية على توجيه مسارات المتظاهرين إلى وسط الخرطوم، حيث مقر مجلسي السيادة والوزراء ولذلك عمدت الشرطة إلى إغلاق المداخل الرئيسية خاصة وأنها اتخذت نفس الإجراءات مع المواكب السلمية في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما قرر المحتجون الوصول إلى مقر مجلس الوزراء ومجلس السيادة "القصر الرئاسي".

ومع ارتفاع الإرهاصات الساعات الماضية حول نية المتظاهرين الوصول إلى محيط القصر الجمهوري، حذر عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد حسن التعايشي، بحسب وسائل إعلام أن إسقاط الحكومة "قفزة في الظلام".

من جهتها قالت آلاء عبدالحليم (26) عامًا لـ"الترا سودان"، وهي ناشطة فاعلة في لجان مقاومة أم درمان إنها قررت عدم المشاركة اليوم في الذكرى الثانية للثورة لأن الدعوات مختلطة بين أطراف تسعى إلى ثورة جذرية، وهذا أمر مستحيل، ودعوات مريبة تصدر من مراكز تابعة إلى النظام البائد وهي مثيرة للشكوك حول نواياها خاصة وأنها تظهر عداءً كبيرًا للمدنيين وتتحاشى نقد المكون العسكري وتحميله المسؤولية المشتركة في عدم إنجاز مهام الثورة مثل الاقتصاد والسلام وعدم استرداد الأموال من رموز النظام وبطء العدالة.

فيما نقل شهود عيان عن انسياب حركة الجسور بين مدن الخرطوم الثلاث، إلا أن الإجراءات الأمنية أظهرت أن السلطات تنوي أحكام السيطرة على وسط الخرطوم.

وقال نقماش الخير، وهو تاجر في شارع الحرية بالسوق العربي لـ"الترا سودان": "المتاجر مغلقة والشوارع خالية من المارة والسيارات في منطقة السوق العربي وانتشار للشرطة في ارتكازات متعددة خاصة كلما اقتربت من القصر ومجلس الوزراء؛ تلاحظ بوضوح عزل هذه المناطق عن وسط الخرطوم بالإجراءات الأمنية المشددة".

وأشار الخير، إلى أنه عبر الجسر من أم درمان إلى الخرطوم صباح اليوم، ولم يلاحظ تواجدًا عسكريًا قرب الجسر. ومع إعلان مجلس الوزراء عطلة اليوم السبت بمناسبة الذكرى الثانية للثورة خلت شوارع رئيسية في السوق العربي من السيارة وحركة المارة مثل شارع القصر والجمهورية والبرلمان مع تواجد قليل لبائعات الشاي قرب منطقة المستشفيات.

اقرأ/ي أيضًا: "يونيسيف" تشيد بتقدم ولاية الجزيرة في خطة "سودان خالٍ من ختان الإناث"

ويرى المحلل السياسي بشير مكين في حديث لـ"الترا سودان"، أن الانقسام بين قوى الثورة شيء طبيعي طالما أن الهدف موحد وهو تحقيق الدولة المدنية، مضيفًا أن القوى الثورية تنقسم إلى قوى راديكالية ترى أن الثورة انحرفت ويجب إعادتها إلى مسارها فورًا، وقوى أخرى تعتقد أن ما تم إنجازه جيد ويجب البناء عليه مع مرور الوقت.

محلل سياسي:  الانقسام الثوري ليس مقلقًا لأن الهدف واحد مع تعدد الوسائل

وتابع: "الطرف الثاني المكون العسكري يريد جر البلاد إلى ما قبل 11نيسان/أبريل 2019، وهذا مستحيل طبعًا حتى وإن تحالف مع قوى الارتداد مؤخرًا".

ويقول مكين إن الانقسام الثوري ليس مقلقًا لأن الهدف واحد مع تعدد الوسائل، لأن هناك تصميمًا على الانتقال الديمقراطي مهما كلف الأمر، وزادت وتيرة مناهضة القوى الإقليمية لهذا التصميم.

اقرأ/ي أيضًا

اعتصام عمال اليومية والعمالة الموسمية بمصنع سكر عسلاية احتجاجًا على التعاقدات

تراجع في أسعار الفول السوداني.. و"الترا سودان" يكشف التفاصيل