04-فبراير-2024
حركات مسلحة دارفوية في اليبيا

تتمركز الحركات المسلحة السودانية في الفاشر منذ اندلاع الحرب (Getty)

دفعت المخاوف من تجدد الاشتباكات في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، مئات المواطنين إلى ترك منازلهم في الأحياء الواقعة شرق وشمال المدينة، حسب شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان".

حذر عامل في منظمة دولية من انهيار الوضع في الفاشر الذي قد يدفع مليوني مواطن إلى هاوية النزوح والجوع

وكانت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع قد اندلعت في مدينة الفاشر الثلاثاء الماضي، وهي مدينة تقع ضمن "المنطقة الخضراء" البعيدة نسبيًا عن القتال منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل 2023.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية حذرت قوات الدعم السريع من شن هجمات عسكرية على مدينة الفاشر، وذلك بالتزامن مع استيلائها على الحامية العسكرية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقالت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت إن الفاشر تضم مخيمات النازحين، وقد يدفع القتال مئات الآلاف من النازحين إلى نزوح مزدوج محفوف بالمخاطر.

وقال معمر الذي يقيم في مدينة الفاشر، في حديث مع "الترا سودان"، إن الاشتباكات الأخيرة زادت من مخاوف المواطنين، وهناك توجس وتوتر من انهيار الأوضاع الأمنية في أي وقت، وذلك على الرغم من الهدوء الذي يسود في الفاشر حاليًا.

وتتمركز في مدينة الفاشر مخيمات رئيسية للنازحين هي زمزم وأبوشوك، والتي تؤوي نازحين منذ (14) عامًا جراء الصراع المسلح في هذا الإقليم، الذي انتقل من ذلك الصراع إلى حرب منتصف/أبريل 2023.

وقال لـ"الترا سودان"، عامل في منظمة إنسانية تعمل في الفاشر ضمن عمليات إنسانية في هذا الإقليم، إن الأوضاع المستقرة في الفاشر ومناطق شمال دارفور تحتاج إلى ضغوط دولية للإبقاء عليها بشكل دائم لأن الأجندة الحربية هي التي تتحكم في ردات الفعل بين الأطراف العسكرية.

وحذر: "اندلاع القتال في الفاشر قد يدفع مصير مليوني شخص إلى الهاوية". وقال إن المجتمع الدولي "يجب أن يركز مع الوضع في ولاية شمال دارفور".

والسبت أعلن  منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توبي هارورد أن القتال العنيف في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، غربي السودان، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونزوح واسع النطاق وإلحاق أضرار في البنية التحتية.

بينما حذر برنامج الغذاء العالمي من وضع إنساني كارثي في السودان لأن (18) مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، على حد قول الوكالة الأممية.

وأضاف توبي هارورد في تغريدة على حسابه في منصة (إكس) إن: "تصعيد النزاع سيكون كارثيًا بالنسبة لمئات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى الفاشر".

وكشف المسؤول الأممي أن مكتب الأمم المتحدة بالسودان يتلقى تقارير عن تجنيد واسع النطاق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (11) و(17) عامًا في صفوف الأطراف المتحاربة والجماعات المسلحة الأخرى في المدينة.

وحذر هارورد من ظهور عمليات تجنيد الأطفال، واستخدامهم من القوات المسلحة يعد انتهاكا خطيرا لحقوق الطفل والقانون الإنساني الدولي.

ويقول المتخصص في شؤون إقليم دارفور عيسى دفع الله لـ"الترا سودان" إن قوات الدعم السريع تستخدم الاشتباكات في الفاشر كورقة ضغط، لكنها إستراتيجيا لا تفضل السيطرة عليها لأنها إذا فتحت جبهة قتال جديدة في الفاشر ستواجه معارك ضارية لأن المدينة محمية بقوة عسكرية ضاربة بتحالف الجيش مع الحركات المسلحة.

ويرى دفع الله أن الفاشر تمثل مركز الثقل للحركات المسلحة، إلى جانب التحالف مع القوات المسلحة، فضلًا المناطق الجنوبية التي تضم قوات على قدر عال من الاحترافية، ومن الصعب على قوات الدعم السريع الدخول في مواجهة عسكرية لأنها ستضعف نفسها في جبهات قتال أخرى في الخرطوم وكردفان والجزيرة.