قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان إن ربع سكان السودان يواجهون "جوعًا حادًا" في الفترة من حزيران/ يونيو حتى أيلول/ سبتمبر القادم، لافتًا إلى أن عددهم يُقدر بـ(11.7) مليون شخص بزيادة مليوني شخص عن الفترة نفسها من العام الماضي.
عزا التقرير تزايد أعداد الذين يواجهون الجوع الحاد إلى الاقتصاد الهش ونوبات الجفاف الطويلة وتقليل المساحة المزروعة
الاقتصاد الهش
وطبقًا لتقرير نشره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واطلع عليه "الترا سودان" اليوم الخميس، فإن ست ولايات تشهد ارتفاعًا في أعداد الجوعى وتشمل الخرطوم وغرب دارفور وشمال دارفور ووسط دارفور وكسلا والنيل الأبيض، وهي "الأكثر تضررًا بالصراع والتدهور الاقتصادي".
وعزا التقرير تزايد أعداد السكان الذين يواجهون الجوع الحاد إلى "الاقتصاد الهش ونوبات الجفاف الطويلة وتقليل المساحة المزروعة وعدم انتظام هطول الأمطار"، لافتًا إلى أنها من بين "الأسباب الجذرية" لهذه الزيادة وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
وقال التقرير إنه في ذات الوقت أوقف برنامج الغذاء العالمي في السودان الحصص الغذائية للاجئين في جميع أنحاء البلاد منذ حزيران/ يونيو الماضي بسبب "النقص الحاد" في التمويل.
وأضاف: "يساعد برنامج الأغذية العالمي بانتظام أكثر من (550,000) لاجئ في السودان". ولفت إلى أن اللاجئين سيحصلون على نصف سلة الغذاء "القياسية" فقط ابتداءً من شهر تموز/ يوليو سواء كانت أغذية عينية أو تحويلات نقدية.
عمالة الأطفال
ونوّه "أوتشا" بورود تقارير تفيد بأن سوء التغذية "آخذ في الارتفاع"، بما في ذلك بين النازحين قسرًا، محذرًا من أن هذه التخفيضات يمكن أن تؤدي إلى "تفاقم مخاطر الحماية"، ولافتًا إلى إمكانية أن تقود هذه الأوضاع اللاجئين إلى "آليات التكيف السلبية".
وتابع التقرير: "تشمل السلبيات التسرب من المدرسة وعمالة الأطفال والزواج المبكر والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي"، معلنًا عن عدم تأثر برامج التغذية للاجئين التي تغطي الأطفال الذين يعانون سوء التغذية دون سن الخامسة والنساء الحوامل أو المرضعات.
وطبقًا للتقرير، فإن الوضع الإنساني في السودان "مصدر قلق كبير" خاصةً مع الزيادة "المطردة" في مستويات "انعدام الأمن الغذائي" والمزيد من نزوح المدنيين ووصول المزيد من اللاجئين من البلدان المجاورة ولا سيما جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
ارتفاع التضخم
وقال التقرير إنه في ذروة "فجوة الجوع" من حزيران/ يونيو إلى أيلول/ سبتمبر من المتوقع حدوث زيادة أخرى في حالات سوء التغذية الحاد مع عوامل متعددة. وتشمل هذه العوامل –حسب التقرير- زيادة عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية إنسانية وارتفاع التضخم والتغطية المحدودة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والخدمات الصحية.
كما توقع التقرير زيادة في حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى زيادة الوفيات ما لم يتم تنفيذ برامج الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج وتوسيع نطاقها في الوقت المناسب مع إيلاء اهتمام خاص بإعطاء الأولوية للسكان "الأكثر ضعفًا في المناطق الأكثر تضررًا".