26-يونيو-2021

طوارئ مستشفى جبرة (أخبار السودان)

السائد في العرف إن الطوارئ الطبية هي الجهة الأولى التي يلجأ إليها المريض، للحصول على الرعاية الطبية. وهي البوابة الأولى المنقذة لحياة المرضى وتقليل الوفيات. ومع تردي النظام الصحي بالسودان، أطلقت عدة أقسام للطوارئ نداء استغاثة. فماذا قال أطباء الطوارئ حول ما يحدث بهذه الاقسام لـ"الترا سودان"؟ الإجابات بالتقرير التالي، الذي يلقي نظرة على أقسام الطوارئ بالمستشفيات المختلفة.

الدواء وتجارة الشنطة

أصبح الحصول على عدد من الأدوية إلى ما يعرف دارجيًا بـ"تجارة الشنطة" أي بيع الدواء بأسعار مرتفعة وعن طريق معارف

تؤكد المديرة العام لمستشفى "طه بعشر" عبلة المهدي ما ذهب إليه الأطباء، عن نقص أدوية الطوارئ بالمستشفيات الحكومية. مؤكدة لـ"الترا سودان" إن قضية مشكلات أقسام الطوارئ بالمستشفيات لا تخفى على أحد.

وانتشر في الأوساط الطبية تسجيلًا صوتيًا يشير إلى النقص الحاد لأدوية الطوارئ بمستشفى "طه بعشر" وواصفًا الوضع بالمزري، للحد الذي يبقى فيه بعض المرضى مقيدين بالسلاسل لإنعدام الأدوية المهدئة. في وقتٍ يقطع فيه مرافقو المرضى مسافاتٍ طويلة لتقلي الرعاية الصحية بالعاصمة الخرطوم، ويفاجئون بالنقص الحاد وانعدام الخدمات الأساسية. وتعليقًا على التسجيل الصوتي المذكور، تصف المهدي التسجيل بالخطأ الكبير، لتركيزه على مؤسسة واحدة، مما يقلل من أهمية المشكلة.

وتقول المهدي إن جميع مستشفيات الطب النفسي بالعاصمة تعاني نقصًا حادًا بأدية الطوارئ منذ شهور. وتشير إلى مخاطبة إدارات الصحة بولاية الخرطوم ووزارة الصحة الاتحادية، مع ذلك، لا تزال المشكلة قائمة، على حد قولها.

اقرأ/ي أيضًا: أوضاع الصحة النفسية في السودان.. التفوق في الكارثة!

وألمحت إلى تحول عددًا من الأدوية إلى ما يعرف دارجيًا بـ"تجارة الشنطة" أي بيع العلاج بأسعار مرتفعة وعن طريق المعرفة الذاتية لطالب الدواء، وتقول المدير العام لمستشفى "طه بعشر" إن الطوارئ النفسية تستقبل جميع الحالات، ويضطر مرافقي المريض للبحث عن الأدوية المهدئة بالصيدليات الخارجية، حيث تباع بأسعار عالية جدًا. ودعت المهدي الجهات المسؤولة للاهتمام بقضية الطوارئ بقولها: "هذا هو حال طوارئ العاصمة، فكيف الحال بمستشفيات الولايات؟".

أوضاع طوارئ الولايات

ظهر كذلك ما يعرف دارجيًا بـ"أدوية البوكو" على غرار "سيارات البوكو" ويتعرض هذا النوع من الدواء مشاكل في التخزين وغيره

كيف هو حال طوارئ الولايات؟ سؤال طرحته المحررة على الطبيب العمومي بمستشفى كريمة التعليمي بالولاية الشمالية، وعضو اللجنة النقابية لمكتب الأطباء الموحد، مازن محمد الحسن، وأفاد قائلًا إن أهم الأدوية المهدئة والمنومة المستخدمة لعلاج نوبات التشنج والهياج غير موجودة منذ ما يقارب الأربعة أشهر. وأبان أنهم بمستشفى كريمة يستخدمون بدائل أخرى تكون معدومة في بعض الأحيان، إضافة لأدوية الضغط وعدم انتظام دقات القلب والأمراض المستديمة.

اقرأ/ي أيضًا: تطعيم 65 ألف مواطن ضد فيروس كورونا بالجزيرة

تساءل مازن عن أسباب الأزمة أهي في عدم توفر عملة صعبة أو سيولة لاستيراد الدواء؟ موضحًا وجود مشكلة بقضية تسجيل الدواء. ما يعني عدم دخول أي دواء غير مسجل بالسودان عبر مطار الخرطوم. ويمضي بالقول، إن قائمة التسجيل لا تتغير بانتظام، مع استمرار ظهور أسماء تجارية للأدوية، مع ظهور ما يعرف دارجيًا بـ"ادوية البوكو" على غرار "سيارات البوكو" ويواجه هذا الصنف من الدواء مشاكل في التخزين وغيره.

مشكلة الصراع الإداري

يصف "شرارة" ما تعرضت الكوادر الطبية، إبان أزمة كورونا للطرد من السكن، وعدم صرف المستحقات المالية

بعد افتتاح مستشفى "إبراهيم مالك" 2017 قدم خدمة ممتازة لرعاية المرضى. ويعد مستشفى "جبرة" أول من قدم خدمة متميزة أبان أزمة كرونا الأولى. فماذا حدث لهذه المشافي لاحقا؟ هذا ما يحدثنا عنه طبيب الطوارئ "وضاح شرارة" بالإفادة التالية.

يصف شرارة أطباء ونواب الطوارئ بالسودان "بالندرة" لقلة عدد العاملين بالمجال. وكان شرارة مع آخرين من أوائل العاملين بمستشفى "جبرة" أبان أزمة كرونا الأولى، ويصف ما تعرضوا له بالاستغلال وعدم الاحترام من وزارة الصحة. حيث تعرضت الكوادر الطبية، آنذاك، للطرد من السكن، وعدم صرف المستحقات المالية.

ويٌعرف شرارة الطوارئ بإنها الوحدة المساعدة لتقليل وفيات المرضى، لكنها لا تدر دخلًا ماليًا عاليًا للحكومة. وتعاني من نقص الأدوية والمحاليل الوريدية. وقال لـ"الترا سودان" إن وزير الصحة "عمر النجيب" ذكر في تصريحات سابقة للأطباء "مافي قروش" موضحًا إن الطبيب لا دخل له بالمشاكل الإدارية، وأن يكون مطالبًا أمام المرضى بإيجاد الحل.

ويختضر وضاح شرارة أزمة الطوارئ بالسودان في عبارة "الصراع الإداري" ويشرح بقوله، إن مستشفى "إبراهيم مالك" -على سبيل المثال- تعاني استقرارًا اداريًا، إضافة لقضية غياب صيانة الأجهزة والمعدات الطبية، المدفوعة من المال العام.

وحيث كشف الحديث مع الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية حقائق مخيفة ومحزنة عما آلت إليه أقسام الطوارئ والاصابات. فهل ثمةً ضوء في آخر النفق؟

اقرأ/ي أيضًا

هل تحقق الإجراءات الحكومية الأخيرة الوفرة الدوائية؟

بسبب جائحة كورونا.. الطريقة السمانية الطيبية تعلق الاحتفال بـ"الحولية"