28-مايو-2024
مركبات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان

منظمة أطباء بلا حدود

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الثلاثاء، من استمرار القتال العنيف والمتواصل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وقالت إن المرضى والفرق الطبية باتوا في عداد الخسائر المدنية الهائلة.

يجب حماية المرافق الطبية  وعلى الأطراف المتحاربة أن تحترم الدور المحايد للمرافق بصفتها ملاذات للمرضى والجرحى

وأكدت المنظمة في بيان لها، تضرر أهم ثلاثة مرافق طبية في الفاشر، بجانب استهداف مستشفى الجنوب الذي تدعمه أطباء بلا حدود مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك على خلفية الصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عاصمة شمال دارفور. وأشارت إلى أن اثنين فقط من المرافق الطبية لا تزال قادرة على مواصلة العمل.

وبحسب البيان قالت مديرة برامج أطباء بلا حدود في السودان، كلير نيكوليه، "نشهد على إراقة الدماء أمام أعيننا في الفاشر. لا تترك شدة المعارك أي متنفس للمدنيين، فيما تغرق المستشفيات الآن في القتال، مما يزيد من صعوبة علاج الجرحى".

وزادت بالقول: "يجب حماية المرافق الطبية، وعلى الأطراف المتحاربة أن تحترم الدور المحايد للمرافق بصفتها ملاذات للمرضى والجرحى يتلقى فيها الناس المساعدة الطبية بأمان".

وتضيف "على المرافق الصحية أن تظل آمنة للمرضى والكوادر الذين يعملون تحت ضغط شديد لعلاج الأشخاص الذين تشتد حاجتهم إلى الرعاية الصحية. نحث الأطراف المتحاربة في السودان على تجنب استهداف المرافق الطبية واحترام حيادها، وبأن تلتزم بواجبها بحماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية".

وجدير بالذكر أن مستشفى الجنوب استُهدف لأول مرة في 25 أيار/مايو، عندما سقطت قذيفة هاون على وحدة رعاية ما قبل الولادة، فقتلت شخصًا واحدًا وأصابت ثمانية أشخاص من المرضى وعائلاتهم. وسقطت في اليوم التالي قذيفة داخل المستشفى وأصابت ثلاثة أشخاص آخرين، بينما حطمت شظاياها نوافذ غرفة الولادة وسيارة الإسعاف، فيما سقطت ثلاث قذائف أخرى خارج المستشفى، حسب ما أوردت المنظمة في بيانها.

ويقول منسق مشاريع أطباء بلا حدود، عبد الفتاح يوسف إبراهيم، "مستشفى الجنوب مزدحم للغاية، فهو المستشفى الوحيد القادر على علاج الجرحى المتدفقين بأعداد كبيرة، وقد استقبل أكثر من ألف مريض منذ بدء القتال في المدينة في 10 أيار/مايو. إلا أن (145) منهم كانوا للأسف في حالة حرجة، وتُوفوا متأثرين بجراحهم. يقع المستشفى اليوم على الخطوط الأمامية مباشرة وتحت تهديد الخروج عن الخدمة".

وأشار البيان إلى مقتل أحد موظفي المنظمة في 25 أيار/مايو، عندما طال القصف منزله الواقع بالقرب من سوق المدينة الرئيسي. مفيدًا بأن ذلك يعتبر دليل على أن العنف في النزاع طال كل مكان في الفاشر.

وفي السياق أكد البيان أن الأطفال في الفاشر فقدوا القدرة على الوصول إلى العلاج المتخصص، عندما سقطت قنبلة بالقرب من مستشفى الأطفال الوحيد في المدينة في 11 أيار/مايو، وتسببت بمقتل طفلين كانا في وحدة العناية المركزة، وبأضرار بالمرفق الطبي. كذلك استُهدِف المستشفى السعودي للولادة في 19 أيار/مايو.