15-يونيو-2024
حجاج في جبل عرفات

حجاج في جبل عرفات

منذ ساعات الصباح الأولى ليوم عرفة، امتلأت منصات وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بالدعوات والابتهالات والأمنيات بسودان بلا حرب، بعد أن دخلت حرب الـ 15 من نيسان/أبريل عامها الثاني دون أي حلول تلوح في الأفق لنهاية هذا الحلم المزعج الذي ما لبس السودانيون أن يفيقوا منه.

شارك عدد من الحجاج السودانيين مقاطع فيديو لدعواتهم الصادقة من أجل السودان وأهله

بعد أن شردت الحرب ما يقارب الـ (10) ملايين من منازلهم، في أزمة نزوح تصنف بأنها الأسوأ في العالم بالرغم من الحروبات المنتشرة في كثير من البقاع، وفي الأيام التي دائمًا ما تشهد المزيد من التواصل الاجتماعي في الواقع وليس على المواقع، وجد السودانيون أنفسهم يواجهون الأعياد والأيام المباركة في عزلة لم يعتادوا عليها من قبل، متفرقين بين الدول وولايات السودان المختلفة، ويواجهون مصيرًا مجهولًا يصعب عليهم التنبؤ به بعد أن امتدت الحرب لمعظم ولايات السودان.

ومن جبل عرفات، شارك عدد من الحجاج السودانيين مقاطع فيديو لدعواتهم الصادقة من أجل السودان وأهله، فيما خصص البعض دعواته من أجل نصرة القوات المسلحة، بعد أن أصبحت الحرب تهدد نصف سكان السودان بالوقوع بين فكي مجاعة وشيكة بحسب تقارير أممية، خاصة مع اقتراب موسم الخريف، وصعوبة الوصول للسكان العالقين في المناطق النائية.

فيما يعاني العديد من المواطنين من التمكن من توفير سعر الأضحية التي تجاوز الـ (300) ألف جنيه سوداني في العديد من الولايات، فيما تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي مناشدات من بعد المواطنين لتلقي المساعدات من أجل أن يتمكنوا من توفير ثمن كيلوجرام من اللحم، حتى يستطيع أطفالهم أن يتذوقوا فرحة العيد الغائبة منذ أن أطلقت الرصاصة الأولى في البلاد في حرب وصفها قادتها بالعبثية.

فيما شهد هذا العام انخفاضًا كبيرًا في أعداد الحجاج السودانيين بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أفرزتها الحرب على المجتمع، بعدد حجاج يقدر بثمانية آلاف حاج، في بلد كان يختار الحجاج في كل عام عن طريق القرعة.

 وبلغت تكلفة الحج هذا العام ما يزيد عن الـ (6) مليون جنيه سوداني، وتشير تقارير إلى أن شواغر السودان في الحج بلغت 75% هذا العام، حيث فرضت المملكة العربية السعودية (32) ألف فرصة من أجل حجاج السودان الذين أحجموا بشكل كبير.

ومع الارتفاع الغير مسبوق في أسعار الأضاحي ناشد مجمع الفقه الإسلامي المواطنين المستطيعين بالإكثار من التصدق من لحم الأضحية والإهداء أكثر من ذي قبل للحاجة الماسة التي يعيشها الناس في ظل هذه الحرب، وناشد بالتقليل من ادخار اللحوم، نسبة لأن العلة التي جاز بسببها الادخار والمتمثلة في السعة زالت الآن، وصار الناس يعيشون أوضاعًا صعبة فيما يتعلق بالحصول على الغذاء،

ونصح  مجمع الفقه الإسلامي  المغتربين خارج البلاد  بأن يبعثوا ثمن أضاحيهم لتؤدى عنهم في السودان، وتوزع على الأقارب والمحتاجين من الجيران وأهل المنطقة ممن فقدوا ممتلكاتهم ومصادر رزقهم.