13-مايو-2024
آية آفرو في السعودية

آية آفرو في السعودية (فيسبوك)

أثار مقطع متداول للمؤثرة السودانية الموديل آية آفرو، أثناء محفل دعائي لمطعم سوداني في مدينة غبيرة السعودية، الكثير من الجدل وسط السودانيين. وأظهر المقطع الذي تلقاه البعض بالسخرية والبعض الآخر بالسخط، تدافع مجموعة كبيرة من السودانيين أمام المحل أثناء تقديم آية آفرو لفقرة توزيع جوائز من المطعم للجمهور.

ومع استمرار الحرب السودانية التي أكملت عامها الأول الشهر الماضي، ارتفعت حساسية السودانيين في التفاعل مع الأحداث في الفضاء العمومي، لا سيما مع تزايد حدة المأساة الجنونية التي قضت على الأخضر واليابس وشردت ما يقارب العشرة ملايين سوداني في وقت وجيز.

مقطع آية آفرو في غبيرة أثار الجدل جراء تدافع كبير للسودانيين على الفعالية التي تقدمها الممثلة وعارضة الأزياء السودانية

المملكة العربية السعودية إحدى الدول القليلة التي استضافت أعدادًا ضخمة من السودانيين الذين فروا من جحيم الحرب، بالاستفادة من تأشيرات الزيارة، وعلى رأسها تاشيرات الزيارة العائلية، حيث يقيم بالفعل أكثر من نصف مليون سوداني هناك منذ ما قبل الحرب، فالمملكة وجهة مفضلة للسودانيين الباحثين عن عمل، لا سيما الأطباء والمهندسين وغيرهم من الجامعيين.

ومع تواجد هذه الجالية الضخمة من السودانيين هناك، وتضاعف أعدادها بعد الحرب، زادت الأعمال الاستثمارية السودانية، ليس في السعودية وحدها، وإنما جميع مناطق الإقليم، حيث تطمح هذه الاستثمارات في تقديم الخدمة للسودانيين الذين تتزايد أعدادهم باستمرار، كما يحاول أصحاب رؤوس الأموال تدارك أوضاعهم مع الكارثة الاقتصادية التي حلت بالبلاد جراء الحرب.

المقطع الذي ما يزال يحظى برواج كبير على مواقع التواصل، أثار الجدل جراء تدافع كبير للسودانيين على الفعالية التي تقدمها آية آفرو التي دائمًا ما يصاحب أعمالها التفاعل الكبير على مواقع التواصل، ما يدفع مزيدًا من أصحاب الأعمال إلى توظيفها للحصول على أوسع انتشار ممكن في عصر مؤثري السوشيال ميديا التي ابتلعت كل شيء.

سخط واستنكار

السودانيون مشغولون بطبيعة الحال بالحرب، والتي غلبت على التفاعلات مع تريند آية آفرو، حيث سخر مدونون من المتدافعين على آية آفرو، وقال آخرون إنه كان من الأفضل لهؤلاء الانضمام للمجهود الحربي في السودان، أو على الأقل التضامن مع إخوتهم السودانيين المنكوبين منذ أكثر من عام. 

آخرون تحدثوا عن أن السفارة السودانية سوف تددفع بخطاب للجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية بخصوص آية آفرو عقب التريند الذي سيطر على منصات التواصل الاجتماعي مزاحمًا الحرب، وطالبوا بالتصعيد ضد عارضة الأزياء والمؤثرة السودانية آية آفرو. "نحنا كسودانيين عايشين بي كرامتنا والزولة دي م بتمثل ولاجزء من أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا"، يضيف وليد.

تضامن ملتبس

بعض الحسابات تضامنت مع آية آفرو على إثر الهجوم الكبير الذي تعرضت له على مواقع التواصل، وطالبت حسابات -ساخرة وغير ذلك- حتى بتصفيتها ضمن آخرين، في تصعيد غريب يكشف الحد الاستقطابي الذي تسبب به تريند آية آفرو في غبيرة.

فيما أشار بعض المتفاعلين إلى أن آية آفرو لها كميات كبيرة من المعجبين والمتابعين بغض النظر عما تقدمه من محتوى، مشبهًا إياها بشخصيات مؤثرة أخرى لها بعضها له دور وآراء فيما يتعلق بالحرب السودانية. "عبدو مهدي" خص الفنانة ندى القلعة والممثل فضيل والضابط بالجيش السوداني طارق كجاب والإنصرافي مجهول الهوية. وقال في منشور على "إكس" إن "مشاهير الشخصيات هم نتاج المجتمع، هو البنتجهم وهما البنتجو تشوهاته في البقدموه وبصيّرهم شخصيات عامة ومشاهير". وأضاف: "عند بلوغ الحضيض تصعد الحثالة للسطح".

وأثارت لفتة من آية آفرو في المقطع المتداول، غضب العديد من المتفاعلين، حيث كانت قد عبرت عن ضيقها من التدافع الذي حدث، وبدا ذلك على ملامحها وهي تطالب المتجمهرين من السودانيين بإفساح الطريق لها، وذلك ما علقت عليه الصحفية والمؤلفة السودانية سماح خاطر، قائلة "تستاهلوا" ردة الفعل تلك من آية آفرو، متمنية أن تدعم آية آفرو الاتجاه الرافض للحرب، وأن تتحدث عن نصرة حقوق المرأة، بوصفها مواضيع جدالية في الساحة السياسية السودانية، هي أحق بالنقاش.

من هي آية آفرو؟

الاسم الكامل للمؤثرة السودانية آية آفرو هو آية مرتضى أحمد، وكانت قد برزت خلال السنوات الماضية على منصات السوشيال ميديا باسم "آية آفرو"، وهي تعمل على نشر محتويات دعائية وتهتم بالموضة والأناقة، فيما يرى البعض في محتواها الإثارة وحتى الابتذال، وهي تهم لاحقتها منذ ظهورها في الفضاء العمومي السوداني.

وتعرف آية آفرو نفسها بأنها مقدمة برامج وممثلة وعارضة أزياء، وهي كانت قد غادرت إلى المملكة العربية السعودية عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأحيت العديد من الفعاليات للجالية السودانية الضخمة هناك.

يذكر أنها كانت قد تحصلت على رخصة مزاولة المهنة بشكل رسمي من مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية السودانية في شباط/فبراير المنصرم، باعتبارها "ممثلة وراقصة تعبيرية"، وفق ما تقول البطاقة التي نشرتها على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل.