أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، أن عدد ضحايا قرية "أم عضام" جنوب مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة ارتفع إلى (28) شخصًا، و(240) مصابًا، على خلفية الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع وهي مدججة بالأسلحة الثقيلة، وتنفيذ الهجوم بعنف شديد.
طالبت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المواطنين من الانتهاكات ومحاسبة مرتكبي المجازر
وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في بيان، مساء الأحد، المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في قرية أم عضام - محلية الحصاحيصا بوسط ولاية الجزيرة، مضيفًا أن ذكرى السادس من أبريل شهدت مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم ضد الإنسانية، وأسفر هذا العمل البربري عن استشهاد ما لا يقل عن (28) من أبناء القرية الأبرياء، وإصابة أكثر من (240) شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة.
وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع هاجمت القرية بأسلحة ثقيلة وخفيفة ولم تكتفِ بمحاصرة القرية بل هاجمتها بعنف شديد، مطلقةً النار بشكل عشوائي وكثيف على السكان العزل، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.
وأكد البيان أن هناك عدد من القتلى والجرحى في القرية لم يتم إحصاءهم بعد نسبة لتعذر وصولهم للمرافق الصحية وصعوبة الرصد وسط الرصاص وانقطاع خدمة الاتصالات وحالة الهلع والنزوح التي عاشتها القرية.
وأضاف البيان: "تكدس من استطاعوا الخروج من هذه المجزرة من المصابين في مستشفى المناقل التعليمي، حيث تم منعهم من الوصول إلى مستشفى الحصاحيصا التعليمي".
وقالت لجنة الأطباء إن جرائم هذه القوات لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدته إلى استباحة القرية بالكامل، وممارسة أعمال النهب والسلب والخطف، لافتًا إلى اعتدائها في نفس اليوم على قرية الفقراء بمحلية الحصاحيصا، حيث صار الاعتداء على القرى فعلًا يوميًا يسقط الشهداء والجرحى ويروع المدنيين ويسلبهم أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم ويهين كرامتهم، على حد تعبير البيان.
ووصفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الحرب بأنها "كابوس"، وقال إنها فرضت على السودانيين عسكريًا. محذرة من أن الحرب ستسبب فقدان الكثير من الأرواح إما بالرصاص المباشر أو نقص الخدمات الأساسية والغذاء.
وشدد بيان اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان على الإدانة المطلقة لحالة الحرب، داعيًا إلى إيقافها فورًا.
وطالب البيان المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه "المجازر".
وسيطرت الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة منذ نهاية ديسمبر الماضي إثر انسحاب مفاجئ للجيش من ثلاث مدن شملت ودمدني والحصاحيصا والكاملين وبقية المناطق والقرى.
وأعلن الجيش عزمه إجراء تحقيق في انسحاب قائد الفرقة العسكرية بمدينة ودمدني، ولم يعلن عن نتائج التحقيق.
ويعتزم الجيش تنفيذ هجوم عسكري واسع على قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، وبالفعل وقعت اشتباكات محدودة مساء الأحد في الحدود بين منطقة الفاو وتخوم ولاية الجزيرة في المحور الشرقي.