أكد السفير القطري لدى السودان، السفير محمد إبراهيم السادة، استمرار الدعم الإنساني من دولة قطر بصورة مباشرة وعبر الجمعيات القطرية العاملة في السودان مثل قطر الخيرية والهلال الأحر القطري، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين. جاء ذلك لدى مشاركته في تدشين توزيع السلال الغذائية للأسر الفقيرة والنازحين المتأثرين بالحرب في السودان، ضمن مشروع توفير (50) ألف سلة غذائية للأسر المتضررة في السودان، والمموّل من قبل صندوق قطر للتنمية.
المدير المكلف بمكتب قطر الخيرية بالسودان، عمر عبدالعزيز: منطقة جبيت من المناطق المستهدفة بتقديم السلال الغذائية بالتعاون مع مفوضية العون الإنساني بولاية البحر الأحمر
وكانت وزيرة التعاون الدولي القطرية، لولوة الخاطر، قد أعلنت في العاشر من الشهر الجاري، استئناف الجسر الجوي القطري الإنساني مع السودان، والذي سيستمر طوال شهر رمضان المبارك. وذلك عقب زيارة قامت بها للبلاد، حيث وقفت على عدد من المؤسسات الصحية، والتقت بمسؤولين ووفود منظمات إنسانية تعمل في البلاد. وبجانب مشروع الجسر الجوي أشارت الخاطر إلى تدشين حملة السلال الغذائية بين كل من قطر للتنمية وقطر الخيرية، والتي سيبلغ عددها (50) ألف سلة، تم توزيع (20) ألف منها بالفعل.
ودشنت ولاية البحر الأحمر توزيع الفرق الميدانية لقطر الخيرية (400) سلة غذائية من أصل أربعة آلاف سلة مخصصة للولاية في منطقة جبيت، وذلك بحضور السفير القطري لدى السودان محمد إبراهيم السادة ووالي ولاية البحر الأحمر، اللواء الركن مهندس مصطفى محمد نور، والذي أعرب عن تقديره للجهود القطرية المقدّرة لدعمهم للمتأثرين من الحرب في السودان، وأشار طبقًا لما نقلت وكالة السودان للأنباء، اليوم السبت، إلى تواصل الدعم القطري عبر الجسر الجوي الذي سيستمر في الفترة المقبلة. وتابع: "دولة قطر لها أياد بيضاء على السودان كما عودتنا دائمًا، ونسأله الله أن يجزيهم خيرًا".
وتستضيف ولاية البحر الأحمر أعدادًا ضخمة من النازحين من الحرب الدائرة في العاصمة الخرطوم وعدد من مناطق وسط وغرب وجنوب البلاد، ويعيش معظم هؤلاء النازحين في المدارس والمؤسسات التعليمية وغيرها من مراكز الإيواء المؤقتة، وذلك في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة مع انقطاع مصادر دخل النازحين الذين فروا تاركين خلفهم ممتلكاتهم وأعمالهم.
وبحسب الوكالة الرسمية للأنباء، عبر السفير القطري لدى السودان، محمد إبراهيم السادة عن سعادته بالوقوف ميدانيًا على تدشين وتوزيع جانب من مشروع السلال الغذائية للأسر المتعففة والمتضررة بمنطقة جبيت في محلية سنكات بولاية البحر الأحمر. وأكد السفير "وقوف دولة قطر الثابت مع الأشقاء في السودان"، مشيرًا إلى استمرار الدعم الإنساني من دولة قطر بصورة مباشرة وعبر الجمعيات القطرية العاملة في السودان كقطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وكانت دولة قطر قد تعهدت العام الماضي بتخصيص (50) مليون دولار للإغاثة في السودان، وقالت وزيرة التعاون الدولي القطرية لولوة الخاطر، إن بلادها ماضية في الحملات والمشروعات المختلفة على المستويين الرسمي والأهلي في السودان، وذلك من خلال الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية.
المدير المكلف بمكتب قطر الخيرية بالسودان، عمر عبدالعزيز قال إن منطقة جبيت من المناطق المستهدفة بتقديم السلال الغذائية بالتعاون مع مفوضية العون الإنساني بولاية البحر الأحمر. وأشار إلى توزيع (20) ألف سلة غذائية على الأسر المتضررة من الحرب في عدد من الولايات السودانية المتضررة والتي شهدت موجات واسعة من النزوح مثل ولاية النيل الأبيض، الشمالية، كسلا، القضارف، والبحر الأحمر. وكشف عبدالعزيز عن أن قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعكفون على تنفيذ مشروع خاص بالأمن الغذائي ومساعدة صغار المزارعين والأسر الفقيرة النازحة في الفترة المقبلة يهدف لإخراج النازحين بأربع ولايات من مربع تلقي المساعدات، لدائرة الكفاية والإنتاج.
ونزح ملايين السودانيين داخليًا منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وتشهد مدن شرق وشمال السودان تكدسًا للنازحين في مراكز الإيواء في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد. وتقول منظمات إنسانية إن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بحوالي ثمانية ملايين نازح، وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن السودان قد تجاوز سوريا في أعداد النازحين داخليًا.