03-يوليو-2024
متطوعون يعدون الطعام للنازحين

تقوم مبادرات طوعية في المدن الآمنة بتوفير احتياجات بسيطة للنازحين (فيسبوك)

في قرية صغيرة توقف النازحون من سنجة وود العيس وسنار تحت إصرار سكانها لتناول الطعام، في مبادرة أنقذت الآلاف من أولئك الذين نزحوا من ديارهم عقب سيطرة الدعم السريع على سنجة والقرى المحيطة منذ 29 حزيران/يونيو الماضي.

متطوعون في القضارف يستميتون لاستضافة آلاف النازحين من ولاية سنار

يقول حامد، وهو من سكان قرية أم شجر في ولاية القضارف، إن القرية على استعداد لاستضافة الآلاف تحت الأشجار لتناول الطعام، منهم من سار على قديمه (22) ساعة كاملة للوصول إلى هنا، وكان لا بد أن يحصلوا على الغذاء والمياه حتى يتمكنوا من مواصلة رحلة النزوح.

لم يكتف سكان هذه القرية بتوفير الطعام للفارين من سنجة وسنار وود العيش وابو حجار والدندر، بل ساعدوا العشرات منهم خاصة النساء والأطفال على الإقامة مع المجتمع.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي (60) ألف شخص تركوا ديارهم في سنجة وسنار والقرى المجاورة عقب هجوم الدعم السريع على الولاية. أغلبهم ينزح في ظل وضع إنساني بالغ التعقيد.

تقع قرية أم شجر على الجانب الشمالي الشرقي من مدينة القضارف، على بعد سبعة كيلومترات. يمتهن سكانها الزراعة والتجارة والرعي.

ورغم الأنباء التي أكدت وصول الجيش إلى مدنية الدندر والسيطرة على الجزء الأكبر من المدينة، لكن حركة النزوح وسط المدنيين استمرت لليوم الرابع على التوالي.

العشرات من المواطنين عبروا نهر الدندر سيراً على الأقدام وخوض المياه بدلاً من انتظار جسر صغير لساعات طويلة، كما عبرت بعض السيارات هذا النهر الموسمي.

وفي 29 حزيران/يونيو الماضي هاجمت الدعم السريع على مدينة سنجة واستولت عليها ليبدأ آلاف المدنيين رحلة النزوح منذ مساء السبت الماضي. وتحولت المدينة إلى شبه خالية من السكان.

على الرغم من ذلك فإن نشطاء في المجال الإنساني يقولون إن عشرات الآلاف من المواطنين عالقين في سنجة وسنار بسبب شح الوقود والمركبات العامة التي تنقل المسافرين إلى المدن المجاورة مثل ولاية القضارف.

تعتبر الأزمة الإنسانية وسط النازحين من سنجة وسنار والقرى المجاورة هي الأكبر من نوعها

وفي أول رد فعل على سيطرة الدعم السريع لمدينة سنجة، أكد قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في خطاب أمام الجنود والضباط بقاعدة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، الثلاثاء، أن الجيش يخسر المعركة لكنه لن يخسر الحرب.

وتعتبر الأزمة الإنسانية وسط النازحين من سنجة وسنار والقرى المجاورة هي الأكبر من نوعها نتيجة انعدام خيارات النزوح وشح المال ونقص الغذاء وأزمة الوقود وارتفاع تكاليف النقل.

تتفاقم المأساة الإنسانية للنازحين من سنجة وسنار والمناطق المحيطة عندما تتفرق السبل بالعشرات إلى وجهات مختلفة. مع انقطاع الاتصالات تواجه مئات العائلات مشكلة لم الشمل لأفرادها.

يصف محمد البشرى الذي وصل إلى القضارف من سنجة، في حديث لـ"الترا سودان"، الوضع بالمأساوي، قائلاً إن العائلات انفصلت عن بعضها البعض وكل فرد توجه إلى منطقة أخرى مع بداية حركة النزوح، خاصة في مدينة سنجة. ومع انقطاع الاتصالات لا يمكن للعائلات الحصول على معلومات عن مصير أطفالها أو فرد من العائلة.

ويقول البشرى إن المجموعات الطوعية قدمت خدمات كبيرة للنازحين الذين وصلوا إلى القضارف وقراها بتوفير الطعام والمياه. بعض المجموعات حصلت على المأوى لكن الجزء الأكبر ما زال في رحلة النزوح.