30-مارس-2024
الفريق أول شمس الدين كباشي

في خطاب عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وجه عددًا من الرسائل، معلنًا أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى مصممة على تطهير البلاد من دنس التمرد والقضاء على قوات الدعم السريع، التي يصفها بـ"المليشيا الإرهابية المتمردة".

وقال كباشي خلال مخاطبته حفل تخريج الدفعة (37) من قوات حركة جيش تحرير السودان، بحضور عدد من المسؤولين، بأن النصر قريب بعزم القوات المسلحة وتأييد الشعب، وأنها تخوض معركة الكرامة لردع الميليشيا المتمردة.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد: حديث كباشي عن المقاومة الشعبية وضرورة تنظيمها بقانون يوضح أن الجيش لا يريدها أن تخرج من تحت سيطرته

وأكد عضو مجلس السيادة أن القوات المسلحة لن تشارك في أي عملية سياسية قبل "حسم الملف العسكري والقضاء على الميليشيا المتمردة"، مؤكدًا على أهمية اتفاق القوى السياسية والإجماع الوطني لحكم البلاد.

تنويه وتحذير

وأشاد نائب القائد العام للقوات المسلحة، بدور المقاومة الشعبية في دعم الجيش، محذرًا من استغلال الأحزاب للمعسكرات لأغراضها السياسية. ودعا إلى سن قوانين لتعزيز دور المقاومة الشعبية تحت قيادة القوات المسلحة.

وأكد شمس الدين كباشي التزام الحكومة بتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين، داعيًا لتسهيل وصول المساعدات. وأشار إلى أن القوات المسلحة تقاتل وهي مسنودة بشعبها من أجل "دحر تمرد الميليشيا الغاشمة"، بحسب تعبيره.

وتعليقًا على حديث عضو مجلس السيادة، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، مصعب محمد، إن حديث كباشي عن المقاومة الشعبية وضرورة تنظيمها بقانون يوضح أن الجيش لا يريدها أن تخرج من تحت سيطرته، بل يريد أن يكون مشرفًا عليها وعلى تسليحها.

وتوقع محمد في حديثه مع "الترا سودان" تكوين قانون لقيادة الفرق العسكرية بالولايات وعزل المقاومة الشعبية عن أي تأثير سياسي يمكن أن يحدث لها. وأشار إلى أن تصريحه عن الجيش يوضح تخوفه من انتشار السلاح خارج سلطته وعدم رغبته في صنع جماعات تشكل ضغطًا عليه مستقبلًا إذا تركها دون أوامره وتعليماته.

وبشأن تصريحه عن التفاوض الذين رهنه بعدد من الشروط، يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين أن هذه النقطة تشير إلى أن ملف السلام في السودان مرتبط بتنفيذ عدة شروط، ويرى الأستاذ مصعب محمد أنه من غير المرجح حدوث تقدم في هذا الملف دون حدوث تغييرات في المطالب.

فيما يتعلق بالرسائل في بريد الأحزاب، يؤكد مصعب محمد أن الرسالة الرئيسية في تصريحات الكباشي هي عدم استغلال المعسكرات النظامية لأغراض سياسية، ويشجع على التوافق بين الأحزاب للتوصل إلى اتفاقية حكم.

تضارب في القرارات

أما القيادي في الحزب الشيوعي، كمال كرار يعتبر أن طول أمد الحرب التي وصفها بـ"العبثية" أدى إلى حالة من الارتباك وتضارب القرارات بين أطراف الصراع، بما في ذلك حالات التجييش والاستقطاب، التي جاءت بقرارات ارتجالية، ثم صارت عبئًا على القوات.

القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار: ما يحدث يؤكد على أن التاريخ يعيد نفسه وكأن الجميع لم يستفيدوا من تجارب الماضي مثل الدفاع الشعبي والدعم السريع

ويضيف كرار في حديثه مع "الترا سودان" أن تسليح المدنيين دون ضوابط يعتبر نواة خلق المليشيات، لأن القوات النظامية وعقيدتها وكيفية التزامها بالأوامر وخضوعها للتراتبية، يكتسب خلال فترة طويلة من التدريب والتأهيل، وهو ما تفتقده المجموعات المدنية التي تصطف للقتال، لكنها تحمل أجندتها الخاصة، وغالبًا ما لا تأتمر بأمر القيادة العسكرية - وفقًا للقيادي بالحزب الشيوعي السوداني كمال كرار.

ويشير إلى أن ما يحدث يؤكد على أن التاريخ يعيد نفسه وكأن الجميع لم يستفيدوا من تجارب الماضي مثل الدفاع الشعبي والدعم السريع وما يسمى بالقوات الصديقة، وكلها كانت تنصب الشراك لتفتيت قومية الجيش.

تناقض ودلالات

أما محمد بدرالدين، نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، فقد قال إن هناك اضطرابًا في خطابات القيادة العسكرية للجيش، التي تُعتبر قيادة الدولة، وهناك تناقض في المواقف والقرارات الموجهة لمسيرة الدولة في هذا الظرف الذي وصفه بأنه "بالغ الحساسية".

ولفت نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إلى أن ذلك يؤدي إلى مزيد من الاضطراب والتخبط وعدم الاستقرار والاستمرار في الحرب غير المجدية.

وأشار بدرالدين، في حديثه لـ "الترا سودان"، إلى أن تصريحات الفريق كباشي تحمل إيجابيات ونظرة عقلانية فيما يتعلق بالتجييش والاستنفار الشعبي، فضلًا عن الاستفادة من التجارب السابقة في تكوين الميليشيات والحركات وتسليحها وعدم انضباطها تحت قيادة وتراتبية القوات المسلحة للدولة.

نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي: تصريحات الفريق كباشي تحمل دلالات سياسية وقد تكون مجدية لعودة العقلانية لقيادة البلاد لوقف الحرب

ويوضح محمد بدرالدين أن تصريحات الفريق كباشي تحمل دلالات سياسية وقد تكون مجدية لعودة العقلانية لقيادة البلاد لوقف الحرب، والسعي لحل المشاكل، ولكنها دائمًا تجهض من جهات أخرى -لم يسمها- قال إنها "تدير الدولة".

ودعا نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، طرفي النزاع، للعودة إلى الحوار والعمل على وقف الحرب التي وصفها بـ"غير المجدية"، مضيفًا أن الاستمرار فيها يقود لمزيد من الدمار وتكريس وزيادة معاناة المواطنين الذين أصبحوا غير قادرين على تحمل ما جلبته لهم هذه الحرب.