أدانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، أمس الجمعة، سلسلة الغارات الجوية المستمرة منذ بداية الحرب، وذلك على خلفية تنفيذ الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة غارات جوية في مدينة مليط الواقعة في ولاية شمال دارفور على بعد (65) كيلومترًا من الفاشر عاصمة الولاية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وسط المدنيين وخسائر في الممتلكات والماشية.
"تقدم": الطيران الحربي أغفل المنشآت العسكرية والحربية واستهدف المنشآت المدنية
وقالت التنسيقية في بيان اطلع عليه "الترا سودان" إن الطيران الحربي أغفل المنشآت العسكرية والحربية واستهدف المنشآت المدنية المتمثلة في المواطنين والمساكن، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن الهجمات أسفرت عن فقدان أرواح عديدة في مختلف بقاع السودان، وتدمير البنية التحتية في العاصمة ودارفور وكردفان والجزيرة.
ووصفت التنسيقية تكرار استهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالغارات الجوية باستخدام البراميل التفجيرية غير الدقيقة في إصابة الأهداف، بأنه استمرار لسلوك قديم متبع منذ سنوات الحروب الأهلية بالبلاد، مؤكدة أن مقصده هو تدمير حياة المتواجدين في المناطق خارج سيطرة القوات الحكومية، طبقًا للبيان.
وأشارت "تقدم" إلى أن كافة الوقائع المرتبطة بالحرب الدائرة في البلاد منذ عام، أظهرت إصرارًا على تكرار أخطاء الماضي، مع توسعة نطاقها إلى حد بعيد طال مناطق واسعة في السودان، نتج عنه خسائر كبيرة في أرواح وممتلكات المدنيين.
وقالت إن الهجمات على المدنيين تعزز من موقفها وقناعتها بوجوب إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية بعد الحرب، وإصلاح عقيدتها الخاطئة حول واجبها الأساسي والذي يحتم عليها حماية المدنيين لا قتلهم، حتى لو أدى ذلك للمجازفة بحياة منسوبيها، بحسب تعبيرها.
وحثت "تقدم" طرفي الحرب بالتوقف عن استهداف المدنيين ومناطق تواجدهم وممتلكاتهم، سواء كان ذلك بالغارات الجوية بالطائرات الحربية أو بالطيران المسير أو بالقصف المدفعي أو زراعة الألغام، وغيرها من الأنشطة العسكرية التي يتضرر منها المدنيين بشكل مباشر ورئيسي.
وطالبت طرفي النزاع بإيقاف الحرب فورًا والتوجه للمنبر التفاوضي في جدة، من أجل الوصول إلى وقف العدائيات وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات والحد من مخاطر الكارثة الإنسانية، والوصول لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، وبدأ عملية سياسية تفضي لتأسيس حكم مدني ديمقراطي مستدام ينهي دولة التمكين والاستبداد والطغيان.