25-نوفمبر-2023
ذبابة

(Getty)

ما أن انهمرت الأمطار في مدينة بورتسودان -العاصمة المؤقتة للبلاد- حتى غزت المدينة أسراب من الذباب بشكل كثيف، وذلك في وسط غياب تام للسلطات والأجهزة المعنية، الأمر الذي من شأنه أن ينذر بكارثة بيئية قادمة في الطريق -بحسب خبراء- خاصة بعد موجات النزوح والتكدس الكبير الذي تشهده المدينة هذه الأيام جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي.

يعاني المواطنون في المدينة من الذباب بحيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تناولت المشكلة

ويعاني المواطنون في المدينة من الذباب بحيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تناولت المشكلة، وصاحبتها عدد من الصور التي أثارت حفيظة الكثير من المتابعين. والجدير بالذكر أن المدينة عانت في وقت سابق من العام 2017 من ذات المشكلة، ولكن وصف مواطنون لـ"الترا سودان" هذه الموجة من الذباب بالأسوأ مقارنة بموجات سابقة عانت منها المدينة.

كارثة بيئية

عندما توقفت الأجهزة المعنية عن دورها في مكافحة الذباب بالمدينة، خوفًًا من الكارثة البيئية جدت المواطنة نسيبة محمد في استخدام البخور بالقرض واللبان وسيلة للحد من انتشار الذباب في منزلها، حيث تقول أن البخور يساهم بشكل ضئيل في طرد الذباب خارج المنزل، وذلك بجانب استخدام المبيدات الحشرية والتي لا تقل عن عبوتين خلال اليوم ليتمكنوا من المكوث في المنزل بارتياح.

فيما يقول المواطن عبدالله حسين، إن الشوارع ممتلئة بالذباب للحد الذي أصبح معه الباعة المتجولون وأصحاب المطاعم يصعب عليهم فيه مكافحة الذباب، الأمر الذي أدى إلى إحجام الكثير من المواطنين عن شراء الأطعمة من الخارج خوفًا من الإصابة بالتسمم والإسهالات المائية. 

مواطن من شرق السودان يبيع وجبة شية السلات في السوق
أحجم الكثير من المواطنين عن شراء الأطعمة من الخارج خوفًا من الإصابة بالتسمم والإسهالات المائية (Getty)

وفي ذات السياق تؤكد الطبيبة لينا علي في حديثها لموقع "الترا سودان"، أن الذباب يعد من أكبر النواقل للبكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، و ذلك لأنه يقوم بنقل البكتيريا من المواد الفاسدة والفضلات إلى الطعام، ويسبب أيضًا التهاب الأمعاء و الإسهالات والمشاكل الهضمية، وتضيف أن الذباب هو أحد المسببات للإصابة بالتهاب العين كونه وسيط لنقل الجراثيم إليها.

وتوصي لينا المواطنين بعمل الإجراءات الاحترازية والتي من شأنها أن تحول دون الإصابة بالأمراض المذكورة إن تم تطبيقها بالشكل الفعال، ويأتي في مقدمتها الاهتمام بالنظافة العامة للمنازل خاصة المرافق كالمطابخ والحمامات، والاهتمام بتخزين الطعام في أماكن محكمة الإغلاق وعدم تركه مكشوف لفترات طويلة، إضافة إلى استخدام المبيدات الحشرية التي تساهم بشكل كبير في القضاء على الذباب والبعوض.

سلطات العاصمة المؤقتة

من جانبها، كشفت الإدارة العامة لصحة البيئة والرقابة على الأغذية بوزارة الصحة في ولاية البحر الأحمر، عن انطلاق حملات الرش الجوي التي تهدف لمكافحة نواقل الأمراض بمدينة بورتسودان بحسب ما نقلت وكالة سونا للأنباء، وذلك يوم أمس الجمعة، حيث ستستمر الحملة لمدة (14) يومًا بحسب مدير الإدارة العامة لصحة البيئة بقطاع الصحة أستاذة نجلاء ماقيت، وستكون الحملة مقسمة على فترتين صباحا ومساءً بحسبما أفادت، وتأتي هذه الحملات برعاية من والي ولاية البحر الأحمر وقائد منطقة البحر الأحمر العسكرية وإشراف مدير عام قطاع الصحة.

والجدير بالذكر أن المبيدات المستخدمة في عملية الرش هي من نوع (الأكوازرين سوبر) المعتمد من وزارة الصحة الاتحادية، وتم توجيه المواطنين بفتح الأبواب والنوافذ أثناء عملية الرش مع الحرص على تغطية أواني الطعام المكشوفة.

وسيصاحب عمليات الرش الجوي برنامج مكثف للقضاء على البعوض في أطواره المختلفة، وذلك عبر الرش بالطلمبات المحمولة بجانب الماكينات المثبتة في السيارات، وذلك في إطار تكامل جميع وسائل المكافحة مع  الرش الجوي من أجل الوصول إلى بيئة صحيحة.

وتعاني مدينة بورتسودان من وجود كثيف للذباب منذ بداية فصل الخريف، فيما يعلق المواطنون آمالهم على حملات المكافحة التي أعلنت عنها الإدارة العامة لصحة البيئة والرقابة على الأغذية من أجل إنهاء معاناتهم ومخاوفهم في انتشار الأمراض والأوبئة.