يتفنن السودانيون في عمل وجبات متعددة من اللحوم الحمراء في عيد الأضحى المبارك، ويجتهد الأهالي في صنع وجبات شهية تجعلك تسرف في تناولها وبعد لحظات تضايقك البطن ويحدث لك عدد من المشكلات الصحية، وللتعرف أكثر على هذه المشكلات وطرق الوقاية منها والتعامل معها؛ تحدث "الترا سودان" لاختصاصيين فمنهم من قدم روشتة طبية للمعالجة، والبعض اعتبر "الشربوت" مشروبًا يساعد في عملية الهضم، ومن جهة ثانية حذر آخرون من شربه، فيما تباينت الرؤى حول معالجة سوء الهضم؛ فما الذي يساعد على التخلص من هذه المشكلات المرتبطة بموسم الأعياد؟
مشكلات البطن وطرق المعالجة
وابتدر اختصاصي أمراض الكلى والجهاز الهضمي دكتور عمر حموري، حديثه حول مشكلات البطن أيام عيد الأضحى المباركة، مطالبًا بالابتعاد عن تناول كميات كبيرة من اللحوم، لجهة أنها تسبب في مشكلات كثيرة للبطن، من ضمنها التخمة وسوء الهضم، وأوصى بشرب المياه والابتعاد عن المياه الغازية والشربوت المخمر، وأردف: "شرب المياه الغازية لا يساعد على عملية الهضم، هذه معلومة خاطئة، ولا علاقة للمشروبات الغازية بعملية الهضم ".
اختصاصي: يجب تناول اللحوم في أوقات متباعدة وبكميات قليلة
وقال حموري في حديثه لـ"التراسودان"، إن الشربوت غير المخمر يمكن شربه، ولكن مع محاذير لمرضى السكري، حيث يحتوى على كميات كبيرة من السكر بالإضافة لفقد قيمته الغذائية بعد إضافة الماء، وزاد: "دائمًا ننصح بشرب المياه العادية فقط".
وأوضح أن على الشخص تناول اللحوم في أوقات متباعدة، والتقليل منها بقدر الإمكان، وشدد على ممارسة رياضة المشي كأفضل علاج لمشكلات البطن، ويسهِّل عملية الهضم. موضحًا أن الإسراف في تناول اللحوم يظهر مستقبلًا، وما يحدث لك في لحظتها إما ألم في البطن أو التواء.
نصائح وتحذير
من جانبها قدمت اختصاصية التغذية والتثقيف الصحي، أماني عبدالرازق، عددًا من النصائح المهمة للاستمتاع بصحة جيدة خالية من سوء الهضم خاصة في أيام عيد الأضحى، والتي يسرف فيها المواطن في تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، وقالت في حديث لـ"التراسودان"، إن مشكلات الهضم في العيد تنشأ من تناول كميات كبيرة من اللحوم.
وتنصح الاختصاصية بشرب كميات كبيرة من المياه قبل وبعد الأكل، وتجنب الإسراف في تناول اللحوم، قائلة إن على الشخص ممارسة رياضة المشي، خاصة في فترة الليل، محذرة من النوم بعد ملء البطن بالوجبات التي تحتوي على كميات من الدهون، وأردفت: "على الشخص الذي يتناول اللحوم ليلًا أن لا يذهب للنوم إلا بعد ساعتين من زمن الأكل".
وحذرت أماني من شرب الشربوت المخمر لجهة أنه يدخل الشخص في حرمة، وأن البلح الذي يستخدم في صنعه حار على المعدة، على حد قولها.
وشدّدت عبدالرازق على شرب المياه فقط، وتنصح الذين يعانون من أمراض البطن مثل "المصران"، بأن عليهم المداومة على استخدام الوصفة الطبية التي وصفها الطبيب المختص لتسهيل عملية الهضم، موضحة أن تناول الخبائز مع اللحوم وتغيير الأكل المفاجئ يتسبب في سوء الهضم، وقالت إذا كان مزعجًا للغاية يجب على الشخص مقابلة الطبيب.
أما فيما يخص الرياضة تؤكد الدكتورة أماني عبدالرازق، على أهميتها، قائلة إنه لا بد من ممارسة أي نوع من الرياضة بعد ساعتين من زمن الوجبة، وحذرت من الرياضة بعد الأكل مباشرة لجهة أنها تعمل على زيادة الوزن وتراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم، وتعرض الشخص أيضًا إلى سوء الهضم والاستفراغ المستمر.
الشربوت
ويقول المعلم والباحث في الثقافة السودانية والإسلامية محمد عبدالرحمن الكمالابي، في حديثه لـ"التراسودان"، إن الشربوت من العادات والتقاليد القديمة، وأنه من طقوس عيد الأضحى المبارك. وذكر بأن ليس له تاريخ محدد، وعُرف في السودان منذ القدم، لافتًا إلى أن هنالك مناطق بالبلاد تقدمه كمشروب في المناسبات، وأن نشأته في شمال السودان لارتباطه بالبلح.
وأشار الكمالابي، إلى أن الأصل في الشربوت أنه ليس مسكرًا، ويتكون من البلح المضاف له المحريب والقرفة، موضحًا بأنه مشروب يساعد في هضم اللحوم، والبعض يضيفون له كمية من عسل النحل طلبًا للشفاء، ويبدأ إعداده من يوم عرفة "التاسوعة".
باحث في الثقافة السودانية والإسلامية: الأصل في الشربوت أنه ليس مسكرًا
وأوضح الباحث في الثقافة السودانية والإسلامية في حديثه لـ"الترا سودان"، بأن هناك من يضيف له الخميرة أو يزيدون عدد أيام إعداده فيكون مسكرًا، وفي هذه الحالة شأنه كالخمر، وهنا يختلف الحكم الشرعي حسب نوع المشروب وتأثيره على العقل، فمنه الحلال ومنه الحرام، وزاد: "إذا كان المشروب مسكرًا فإنه يدخل في التحريم"، وطالب بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يذهب العقل، مؤكدًا أن "لا ضير في عادة لا تحرم حلالًا ولا تحل حرامًا"، وفق تعبيره.