اندلعت اشتباكات بالمدفعية بين الجيش والدعم السريع شرق مدينة الأبيض صباح اليوم الثلاثاء، وسط توقعات باستعادة القوات المسلحة مواقع حيوية حول الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الواقعة على بعد نحو (600) كيلومتر غربي العاصمة الخرطوم.
توقعات باستعادة الجيش مواقع حيوية حول الأبيض من الدعم السريع
وقال عبدالناصر، وهو من سكان مدينة الأبيض، لـ"الترا سودان"، إن الاشتباكات تدور شرق الأبيض، حيث يحاول الجيش التقدم للسيطرة على جميع المناطق ومنع الدعم السريع من الهجمات على الأرياف.
وكانت الدعم السريع هاجمت ريفي الأبيض الأسبوع الماضي، وقتلت (12) مواطنًا في قريتي "الأريت" و"فوري" بعد أن شن الجيش هجومًا عليها.
وقال عبد الناصر إن الجيش استعاد زمام المبادرة في الأبيض منذ ثلاثة أشهر وأصبح قادرًا على التقدم وإجبار الدعم السريع على التراجع من محيط المدينة وأريافها، لافتًا إلى أن القوات المسلحة قريبًا قد تتمكن من استعادة مواقع حيوية في الأبيض، من بينها محطة الكهرباء التحويلية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
وكان الجيش نفذ غارات جوية الإثنين في مدينتي الرهد وأم روابة على تجمعات للدعم السريع التي تسيطر على المنطقتين.
ويضطر التجار في أم روابة والرهد إلى نقل السلع بين المنزل والسوق يوميًا خوفًا من عملية النهب طبقًا لإفادة مآب العاملة الطوعية في شمال كردفان، والتي تحدثت عن ارتفاع انتهاكات قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة بشكل مخيف.
وقالت مآب العاملة الطوعية في شمال كردفان لـ"الترا سودان" إن الناس يودون مشاهدة الجيش في شوارعهم لأن البقاء مع قوات الدعم السريع في منطقة واحدة يعرضهم للنهب تحت تهديد السلاح، أو منع دخول الإغاثة والقوافل التجارية وفرض رسوم مالية على الشاحنات وتهديد السائقين.
وتقول مآب إن العمل المنتظر من الجيش كثير جدًا، وعليه أن يتقدم لتشمل عملياته جميع أنحاء الولاية، لأن ذلك سيحمي جميع المواطنين من انتهاكات الدعم السريع التي لم تتوقف يومًا.
وكانت الدعم السريع حاصرت سكان قرية "سدرة" في جبل الداير بمحلية الرهد نهاية الشهر الماضي، واضطر المواطنون إلى البقاء في سفح الجبل لأيام قبل أن ينزح الآلاف صوب مناطق آمنة نسبيًا.
تأتي معارك شمال كردفان في هذا الوقت بعد عام من الحرب بين الجيش والدعم السريع، إذ ظلت هذه الولاية تشهد اشتباكات متقطعة لكنها سرعان تصاعدت مؤخرًا.
وتقع ولاية شمال كردفان على بعد (600) كيلومتر غربي العاصمة الخرطوم، وهي منطقة غنية بإنتاج الصمغ العربي، وانعكس الوضع الأمني على سوق المحصول الرئيسي في الأبيض.
