انطلق بث إذاعة مريود 103 FM صباح الخميس بالعاصمة الخرطوم، معلنة ولادة صوت جديد على الأثير السوداني، وهو راديو يهدف لتعزيز ثقافة السلام والاحترام المتبادل بين الثقافات، عن طريق إثراء المعرفة عن التنوع الثقافي، من خلال الموسيقى والفنون والثقافة.
تعد الفنون الوسيلة الأقصر والأكثر أمانًا وسهولة للتقارب بين الشعوب
وتلعب الإذاعة دور هام في إنهاء مفهوم العزلة التي رافقت ملايين الأفراد عبر الحقب الزمنية المختلفة، حيث أصبحت بمثابة وسيلة يتم من خلالها القضاء على الحرب النفسية وإنشاء علاقات دولية، من أجل مناقشة بعض المشكلات والأزمات النفسية والسياسية ومعالجتها.
كل ذلك، عن طريق محتوى هادف في جوانب ثقافية ومجتمعية، وإثراء المكتبة الموسيقية السودانية بالتحليل والبحث والنقد الفني، ورفد المكتبة الموسيقية بمحتوى متنوع ومختلف ومتعدد، بهدف التبادل الثقافي بين الشعوب.
مكتبة موسيقية ثرية
تطور جهاز الراديو والإذاعة، بالتزامن مع التطور التكنولوجي الحديث، وتحول جهاز الراديو القديم، لموجات صغيرة تبث عبر الأثير يمكن حملها والاستماع إليها، عن طريق الهاتف المحمول والأجهزة الالكترونية الحديثة.
وتشير مسؤولة الهوية الرقمية أمل خالد، إلى تنوع مصادر الخبر ما بين اليوتيوب والترندات، مع الاحتفاظ بالإذاعة والراديو بموقعهما الهام، بين الأجهزة الإعلامية المختلفة. تقول أمل: "يتبع راديو مريود منهج مختلف في توصيل المعلومة مباشرة للمتلقي، من دون وسيط أو تنقيح أو تحرير، ويمكن لأي شخص طرح وجهة نظره، دون تدخلات بإعطاء مساحة لإبداء الرأي".
وبالحديث مع أمل خالد، فإنها تبحث عن تثقيف المجتمع موسيقيًا، وعكس الاختلاف وإثراء المحتوى الثقافي، وتنوع ثقافات الشعوب من حيث الآلات الموسيقية ودراسة تاريخها. وتعود لتعرف مفهوم الهوية الرقمية، بأنها تكوين صورة عامة عن راديو مريود، وهويتها وأهدافها عن طريق المحطات الرقمية.
وأكملت بقولها لـ"الترا سودان"، إن مكتبة راديو مريود تميزت بالشمولية، من حيث تقديم موسيقى فلكلور سودانية، موسيقى سودانية، بجانب الأجنبية والشرق أوسطية.
الموسيقى..لغة شعوب العالم
وتعد الإذاعة هي الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارًا، والتي تعني قدرتها الفريدة للوصول إلى جمهور واسع وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق مساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم.
وتجدر الإشارة، إلى أن الفنون تعد هي الوسيلة الأقصر والأكثر أمانًا وسهولة، للتقارب بين الشعوب، وتعرف شعوب العالم بعضها عن طريق لغة الموسيقى. وينظر إلى راديو مريود كمنصة لإنتاج وتقديم تجارب موسيقية للشباب.
وفي هذا الإطار يقول المنتج الموسيقي عماد الدين ببو، إن المجهود الذي بذل في انطلاق البث الأول يعد كبيرًا، بالنظر للصعوبات والتحديات التي تمر بها البلاد عامة.
وقال ببو إن الجيل الحالي يتجه لرفض السائد، وبالتالي لابد من مواكبة متطلبات الشباب، والانفتاح على شعوب العالم الأفريقي، والذي يتربع السودان على قمة الدول الأفريقية، من حيث العودة للجذور. مع التركيز -والحديث لعماد الدين ببو- على التمازج بين الشعوب الأفريقية، ودول غرب وجنوب غرب أفريقيا.
راديو الثقافة والفنون
بعد تصاعد الأحداث السياسية في السودان، لجأت كثير من فئات المجتمع للبحث عن منفذ آخر، وكانت الموسيقى والثقافة هي الباب المفتوح دائمًا للاستراحة وتبادل الحوار والنقاش.
وفي هذا الصدد قال مدير راديو مريود أحمد حكمت، إن انطلاق البث بدأ بسرد مسجل وشرح لبرنامج القناة، وشرح الرسالة. بالتركيز على الفنون والثقافة كوسائل للتعبير السلمي، والربط والتواصل مع قضايا الهوية في السودان.
"مريود" اسم مستلهم من رواية الطيب صالح ويعني الشخص المحبوب وهو مفردة سودانية مفهومة في مختلف بقاع السودان
وأكمل: "تميز مريود بطابع شبابي جديد من ذوي الخبرة المحدودة، وبخبرة تقنية تمازجت مع المدرسة الكلاسيكية". وبحسب ما يقول حكمت، حاول راديو مريود الخلط بين الراديو والميديا الحديثة بعرض المواضيع المتنوعة، مثل برنامج "الرصة" مشيراً لإستخدام مفردات شعبية سودانية. في حين يرصد البرنامج سياقات الموسيقى، وتجميع المحتوى الفني الإسفيري الجماهيري، عن طريق التحليل والنقد والتوثيق الجماهيري، ويعد أرشفة موازية للغناء والفن.
"مريود" اسم مستلهم من رواية الطيب صالح، ويعني الشخص المحبوب. وهو مفردة سودانية مفهومة في مختلف بقاع السودان. ويسعى راديو مريود للتركيز على قضايا الفلكلور السوداني والتعايش السلمي.
اقرأ/ي أيضًا