أكدت منظمة الطفولة والأمومة التابعة للأمم المتحدة والمعروفة اختصارًا بـ"يونيسيف"، تفشي فيروس شلل الأطفال مجددًا في السودان، وقالت إنه ناتج عن ضعف المناعة والنزاعات الأهلية وتنقلات الحدود، ورجحت أن الفيروس قادم من دولة تشاد.
اليونيسيف: الفيروس يفتك بالأطفال الأقل مناعة جراء نقص التغذية.. ووجدنا عينات منه في مياه الصرف الصحي بالخرطوم
وأوضحت اليونسيف في بيان صحفي حصل "الترا سودان" على نسخة منه، أن آخر إصابة سُجلّت بفيروس شلل الأطفال البري في السودان كانت في آذار/مارس 2009، وفي سنة 2015 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن البلاد خالية من شلل الأطفال. ومع ذلك، اعتُبر السودان بلدًا معرضًا لخطر استيراد فيروسات شلل الأطفال بشكل كبير ولعدة سنوات، وذلك بسبب انخفاض مناعة السكان الناتج عن انعدام الأمن ووجود النزاعات في مناطق معينة.
اقرأ/ي أيضًا: ترتيبات لإعادة مهاجرين غير شرعيين سودانيين عالقين في ليبيا
وأردف البيان: "الفيروس الحالي لا يهدد إنجازات السودان والشوط الطويل الذي قطعه حتى الآن".
وقال البيان إن المعلومات الواردة من وزارة الصحة الاتحادية، أكدت تأثر ولايات شرق دارفور والقضارف والنيل الأزرق والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل وجنوب دارفور وغرب دارفور والنيل الأبيض، كما تم عزل الفيروس من ثلاث عيّنات من مياه الصرف الصحي في الخرطوم.
وذكر البيان أن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية تعملان مع وزارة الصحة الاتحادية وشركائها لدعم استجابة الحكومة لتفشي المرض، وذلك لضمان تطعيم كل طفل دون سن الخمس سنوات بلقاح شلل الأطفال الفموي.
وأضاف البيان: "تم التخطيط للقيام بجولتين من التطعيم على الأقل، وذلك من أجل توفير أفضل حماية ممكنة للأطفال".
وتهدف حملة التطعيم إلى توفير قطرات شلل الأطفال لـ(8.6) مليون طفل دون سن الخمس سنوات في كافّة ولايات السودان البالغ عددها (18) ولاية، وذلك في شهر تشرين الأول/ أكتوبر ومرة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر المقبلين.
واعتبرت اليونيسيف عودة ظهور شلل الأطفال في السودان حالة طوارئ صحية عامة، لأن وجود طفل واحد فقط مصاب بإمكانه أن يعرض الأطفال في جميع أنحاء البلاد، بل وحتى خارج حدود السودان، لخطر المرض.
وكشفت المنظمة الأممية أن فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط (cVDPV2) الذي تم اكتشافه في السودان، يرتبط وراثيًا بتفشي المرض في دولة تشاد المجاورة، مما يشير إلى انتشار هذا المرض عبر الحدود. ويعمل البَلَدان معاً للقيام بأنشطة متزامنة لمنع تفشي المرض.
وحذرت اليونيسيف بالقول: "لا يزال السودان معرضًا بشكل كبير لخطر انتشار الفيروس، وذلك بسبب تنقل أعداد كبيرة من الناس في جميع أنحاء البلاد. هناك أعداد كبيرة من النازحين الذين ينتقلون من مناطق النزاع المختلفة في عدد من الولايات، بالإضافة إلى التنقل المتكرر بين الدول المتجاورة".
من جهته قال ممثل اليونيسف في السودان عبد الله الفاضل، إن التلقيح ضد شلل الأطفال حق وواجب لكل طفل، وسنعمل مع الحكومة والشركاء معًا لضمان حصول الفتيات والفتيان على اللقاح والحماية من المرض أينما كانوا.
اقرأ/ي أيضًا