01-يونيو-2024
لاجئة سودانية في أحد المعسكرات

أزمة الجوع في السودان

حذرت الأمم المتحدة من أن السودان قد يواجه مجاعة "وشيكة" إذا استمرت القيود المفروضة على وصول الوكالات الإنسانية لتقديم الإغاثة الضرورية. في تقييم مقلق للوضع الحالي، وأطلق رؤساء(19) منظمة إنسانية دولية، بما فيها (12) منظمة أممية، تحذيرًا شديد اللهجة. وأكدوا أن تزايد العقبات التي تحول دون تقديم المساعدات "بشكل سريع وعلى نطاق واسع" سيؤدي إلى وفاة المزيد من الأشخاص.

عبرت الوكالات الإنسانية عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة، داعية الجهات المانحة إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان

ودعت الوكالات الإنسانية، في بيان الجمعة، الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار في كافة ربوع السودان.

وقال البيان إنه بالرغم من الاحتياجات المتزايدة للمواطنين العالقين في مناطق النزاع بسبب الحرب، إلا أن عمال الإغاثة لا يزالون يواجهون "عوائق منهجية وحرمان متعمد من الوصول من قبل أطراف النزاع"، بحسب البيان المشترك للوكالات الإنسانية.

وعبرت الوكالات الإنسانية عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة، داعية الجهات المانحة إلى الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان، والذي أقيم في العاصمة باريس في 15 منتصف نيسان/أبريل من العام الجاري، بالتزامن مع إكمال الحرب في السودان عامها الأول.

وأفادت الوكالات أنه بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر من العام، تم تمويل النداء الإنساني للسودان والذي يبلغ (2.7) مليار دولار بنسبة 16% فقط. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يانس لاركيه، في مؤتمر صحفي "من المرجح أن تترسخ المجاعة في أجزاء كبيرة من البلاد، وسوف يفر المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات المزيد من المعاناة والمخاطر".

وبحسب تقارير أممية، فرّ ما يزيد عن الثمانية مليون شخص من منازلهم جراء الحرب المستعرة في السودان في أكبر أزمة نزوح في العالم، فيما قتل (14) ألف شخص على الأقل. وأكد لاركيه أن نحو (18) مليون شخص في البلاد يعانون بالفعل من مستويات مرتفعة من الجوع، فيما يعاني (3.6) مليون طفل من سوء التغذية الحاد. وقال إن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر شديد، لأنهم "أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى 11 مرة" مقارنة باليافعين الذين يتلقون ما يكفي من الطعام.

وقال المتحدث الأممي إنه حرم ما يقارب ال(860) ألف شخص من المساعدات الإنسانية في شهر آذار/مارس، ونيسان/أبريل من العام الحاري، وأفاد أن "التنقلات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان قد توقفت منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر".

وأشار إلى صعوبة توصيل المساعدات، واصفًا الظروف المحيطة بهذه العملية بـ "السيئة والخطيرة للغاية"، لافتًا إلى تعرض عمال الإغاثة للقتل والإصابة والمضايقات، بينما يتم نهب الإمدادات الإنسانية. وعلاوة على ذلك، أدى إغلاق معبر أدري الحدودي من تشاد إلى غرب دارفور، في شباط/فبراير، إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور إلى مستوى "هزيل". 

وفي إقليم دارفور تمكنت شاحنات برنامج الأغذية العالمي، من دخول السودان من تشاد عبر معبر الطينة الحدودي. وبحسب ابلرنامج تم نقل (1,200) طن متري من الإمدادات الغذائية لنحو (116) ألف شخص في أنحاء الإقليم.

وأكد البرنامج أن القوافل المتجهة إلى ولاية وسط دارفور، تمكنت من الوصول إلى وجهتها النهائية، ولا تزال القوافل المتوجهة إلى (12) وجهة في جنوب دارفور، بما في ذلك مخيمات النازحين في نيالا مرحلة العبور.

وفي إشارة لقائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قال لاركيه: "نريد أن يجد هاذان الجنرالان طريقة لحل خلافاتهما ليس عن طريق العنف - الذي يقتل ويشوه ويتسبب في اغتصاب مئات الآلاف من الأشخاص في السودان - ولكن أن يفعلوا ذلك بطريقة أخرى".