أعلن وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم سعيد أن المصالح الاقتصادية بين السودان وجنوب السودان يجب أن لا تخضع للأضرار، مشدداً على أهمية استئناف صادرات نفط جنوب السودان عبر موانئ بورتسودان.
أكدت الحكومة السودانية وجود معوقات فنية وأمنية تواجه انسياب نفط جنوب السودان
منذ آذار/مارس أبلغت الحكومة السودانية جنوب السودان صعوبة نقل الخام عبر الأراضي السودانية وصولاً إلى موانئ بورتسودان نتيجة توقف محطات الضخ وحاجة الأنابيب في بعض المناطق إلى الصيانة التي تضررت بسبب الحرب.
وجراء توقف الخام عبر السودان خسرت جوبا نحو مائة مليون دولار شهرياً، وانخفضت قيمة عملتها الوطنية إلى مستوى قياسي، كما زادت أسعار الغذاء والسلع في هذا البلد الذي استقل عن السودان منذ العام 2011.
وعقد مستشار رئاسة جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك اجتماعات اليوم مع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ووزير الطاقة محي الدين نعيم سعيد في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للحكومة القائمة حول أزمة النفط والمعالجات اللازمة لاستئناف تصدير الخام عبر السودان.
فيما وصف وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم سعيد، حسب تعميم صحفي من وزارة الطاقة والتعدين اليوم الاثنين، العلاقات بين السودان وجنوب السودان بالاستراتيجية، لاسيما في مجال القطاع النفطي، مشدداً على أن مصالح البلدين في هذا القطاع خط أحمر، وكشف عن توجيهات رئيس مجلس السيادة بالتعاون والتنسيق بين البلدين حتى يكتمل العمل في استئناف صادرات بترول جنوب السودان.
وأكد وزير الطاقة والتعدين أن الطرفين مستعدان لحل المشاكل الفنية والأمنية وتذليل الصعاب التي تعترض اكتمال عملية استئناف صادرات نفط جنوب السودان.
وأبان أن الوفد الحكومي من جنوب السودان زار ميناء بشائر في بورتسودان، وهي منصة تصدير الخام، واستمع إلى شرح من مدير الشركة عن العمليات الفنية والإمكانيات العالية التي تتمتع بها شركة "بترولاينز" لخطوط أنابيب الخام النفطي "بتكو"، كما أُحيط الوفد الجنوب سوداني بالمعوقات التي تعترض عمل الشركة.
فيما أكد مستشار حكومة جنوب السودان توت قلواك أن هناك تنسيقاً تاماً بين السودان وجنوب السودان لحل المشاكل العالقة في مجال النفط حتى ينساب العمل بصورته الطبيعية، مؤكداً أن أهداف الزيارة هي حلحلة المشاكل الأمنية.
بينما أكد مدير عام شركة بترولاينز لخطوط الأنابيب محمد صديق استعداد الشركة لنقل الخام المصدر من جنوب السودان، معرباً عن أمله في استمرار العمل بسلاسة، وكشف عن وجود أسباب فنية وأمنية تعترض سير العمل في تمرير النفط داخل الأراضي السودانية.
وكانت مصادر نفطية قد أكدت لـ"الترا سودان" أن قضية انسياب نفط جنوب السودان عبر السودان انتقلت إلى مرحلة معقدة، وقد تستغرق عملية إصلاح الخط بين أربعة أشهر إلى نصف عام. وطوال هذه الفترة سيظل النفط في جنوب السودان حبيسًا في باطن الأرض، وفقدان ملايين الدولارات التي تمكن اقتصاد جنوب السودان شهريًا من الوفاء بالالتزامات العامة.
ينتج جنوب السودان يوميًا ما يقارب (170) ألف برميل من النفط، حيث انخفض الإنتاج بسبب الحرب التي نشبت في جوبا بين قوات الحكومة وقوات رياك مشار في العام 2013، كما انخفض الإنتاج خلال فترة الإغلاق التي صاحبت "كوفيد-19".
ويرهن محللون اقتصاديون انسياب النفط من جنوب السودان إلى السودان بوصول الأطراف العسكرية وحكومة جنوب السودان والشركات العاملة إلى "اتفاق رباعي" لمنح الضمانات الأمنية لوصول الفرق الهندسية إلى محطات المعالجة والحقول في ظل استمرار الحرب في السودان.