12-مارس-2021

موسى هلال (السوداني)

أصدرت السلطات السودانية أمس الخميس، قرارًا بالإفراج عن رئيس مجلس الصحوة الثوري، موسى هلال، عقب اعتقال استمر ثلاثة سنوات، على خلفية بلاغات تتهمه وآخرون بتقويض النظام الدستوري والحرب ضد الدولة.

ارتبط اسم موسى هلال بالحرب الدائرة في الإقليم منذ بداية تفجر الصراع في 2003

تاريخ طويل من الصراعات

يعد زعيم قبيلة المحاميد في السودان موسى هلال، من القيادات الأهلية البارزة بمنطقة دارفور، وارتبط اسمه بالحرب الدائرة في الإقليم منذ بداية تفجر الصراع في 2003، وكان مجلس الأمن الدولي فرض على هلال وآخرين عقوبات بشأن حرب دارفور في 2006، شملت تجميد الأموال والمنع من السفر.

وفي العام 2014 أعلن موسى هلال، تأسيس مجلس الصحوة الثوري، واصفًا إياه بالحزب السياسي المعُبر عن جموع السودانيين، والنواه الأولى لعقد المصالحات المجتمعية، ودخل هلال بعدها في خلافات مع والي دارفور الأسبق، عثمان كبر.

اقرأ/ي أيضًا: متوقعةً إعلانًا مرتقبًا للتطبيع.. 14 حزبًا ومنظمة يحذرون من الخطوة

محاكمات عسكرية سرية

بدأت قصة اعتقال رئيس مجلس الصحوة الثوري في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 حين جرت معارك ضارية في منطقة مستريحة شمالي إقليم دارفور، بين قوات حرس الحدود التابعة للزعيم القبلي هلال وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، انتهت المعارك بهزيمة رئيس مجلس الصحوة الثوري واعتقاله مع عدد من أبنائه. وأثار اعتقال هلال وقتها ضجة إعلامية كبيرة، عقب ظهوره في الخرطوم، قادمًا بطائرة عسكرية ومكبل اليدين مع عدد من قيادات تنظيم مجلس الصحوة.

وتفجرت الخلافات بين موسى هلال ودقلو منذ 2013 بسبب رفض هلال دمج قواته مع قوات الدعم السريع وعدم الامتثال للقرارات الحكومية آنذاك، وعدم الامتثال لحملة جمع السلاح من منطقة دارفور. وبعد اعتقال رئيس مجلس الصحوة الثوري، دونت في مواجهته بلاغات تتضمن تقويض النظام الدستوري، وتكوين تنظيم سياسي معارض، وإثارة الحرب ضد الدولة. وعقب ثورة ديسمبر المجيدة استمر اعتقال ومحاكمة هلال وأبنائه ومجموعة من قادة التنظيم في محاكم عسكرية سرية.

اقرأ/ي أيضًا: موسى هلال.. قصة رجل خلف القضبان قبل وبعد سقوط البشير

حليف لقوى الثورة

ويرى الناطق الرسمي باسم اللجنة التنسيقية العليا للمحاميد بالسودان، أحمد كفوتة، إن إطلاق سراح موسى هلال، جاء بعد جهودٍ طويلة وحثيثة ومبادرات من زعماء دينيين وسياسيين تكللت بالافراج عن زعيم المحاميد، مضيفًا أن الوزن السياسي لهلال كان عاملًا رئيسيًا في التعجيل باطلاق سراحه، الذي جاء متزامنًا مع ملف السلام، على حد قوله. وقال لـ"الترا سودان": "الحاضنة الاجتماعية والسياسية، لموسى هلال، ممتدة وتشمل ولايات دارفور الخمس، إضافةً لترأسه حزبًا سياسيًا قويًا، مما دفع بالقائمين على أمر الاعتقال لإعادة النظر إلى هلال كحليف للثورة، لا عدوًا لها.

ويرى مراقبون إن خطوة الإفراج عن موسى هلال، ستعيد تنظيم المشهد السياسي السوداني، بدخول وجه سياسي بارز وقديم إلى ملاعبها مجددًا، مع ذلك، يشير مراقبون إلى سنوات الاعتقال الطويلة والضربات القوية التي تعرض لها مجلس الصحوة الثوري، باعتقال أبرز رموزه، لها تأثيرها على التنظيم وزعيمه، موسى هلال.

العدالة الانتقالية في السودان

وأشار القيادي بمجلس الصحوة الثوري، إسماعيل الأغبش، إلى أن الإفراج عن هلال يأتي في إطار تنفيذ العدالة الانتقالية في السودان، موضحًا إن نموذج السودان يختلف عما حدث في دول رواندا وجنوب إفريقيا، لأن للسودان صنع ومزاجًا خاصًا به. وقال: "نقرأ الافراج عن هلال كحالة لتجديد السلام، ومن المتوقع أن ينتظم السلام كل ربوع إقليم دارفور". وأبان إن الإقليم سيشهد في المرحلة القادمة مصالحات بين القبائل والمتضررين من الحرب. وشدد على أن إجراءات المحكمة القاضية باطلاق سراح هلال، لم تدينه، إنما عبرت عن صوتٍ أهلي دارفوري.

عادل عبد الغني: إطلاق سراح هلال نموذج من للسلم والصلح الاجتماعي في السودان

وقال عضو هيئة الدفاع عن رئيس مجلس الصحوة الثوري، المحامي عادل عبدالغني، إن إطلاق سراح هلال نموذج من للسلم والصلح الاجتماعي في السودان، وشكلًا جديدًا من أشكال العدالة الانتقالية، تضافرت فيه الجهود السياسية والقانونية والاجتماعية. وموضحًا لـ"الترا سودان" اكتمال الصلح بين أسر المتضررين من أحداث الحرب مع وهلال ومجموعته، تحت رعاية القيادات الأهلية والمجموعات القانونية. مؤكدًا على مساعي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وبمباركة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان.

اقرأ/ي أيضًا

 النيابة تتحرى مع الشاعر "الدوش" حول قصيدة فض الاعتصام

انتهاكات وعنف وعدم مساواة.. أوضاع الصحفيات في سودان ما بعد الثورة