رفضت الخارجية السودانية البيان الصادر من وزارة الخارجية الأميركية، وقالت إن الجيش الوطني مسنود من جميع فئات الشعب، ولا يمكن مساواته مع "مليشيا إرهابية" على حد وصفها.
الخارجية: واشنطن تساوي بين الجيش السوداني والمليشيات
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان مساء الخميس، إنها اطلعت على بيان من وزارة الخارجية الأميركية حول العدوان الجديد الذي تنوي "المليشيا الإرهابية" شنه على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال البيان إن الخارجية السودانية تعضد ما أكده بيان الخارجية الأميركية، بأن "المليشيا" قد دمرت عددًا من القرى بشكل كامل غرب الفاشر، وأن النازحين في المدينة والذين يقدرون بمئات الآلاف هم من سيكونون ضحايا عدوانها المتوقع والمستمر.
وأكد بيان وزارة الخارجية السودانية أن المذابح والفظائع التي ارتكبتها "المليشيا" في الجنينة بولاية غرب دارفور، وولاية الجزيرة أثبتت أنها تستهدف في المقام الأول المدنيين العزل خاصة النازحين.
وتابع البيان: "ترفض الخارجية السودانية لما انطوى عليه بيان وزارة الخارجية الأميركية من مساواة لا تستقيم بين القوات المسلحة، الجيش الوطني المسنود من كل فئات الشعب السوداني، والمليشيا الإرهابية التي قوامها مرتزقة أجانب".
وشدد بيان الخارجية السودانية على رفض المزاعم التي لا أساس لها، بأن القوات المسلحة تقوم بقصف جوي عشوائي، أو أنها تعيق توزيع المساعدات الإنسانية، وقال البيان إن الدعم السريع هي من تحتجز وتهاجم قوافل ومستودعات تلك المساعدات مع سبق الإصرار والإعلان عن ذلك.
ونقل بيان وزارة الخارجية السودانية جزءًا من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الثلاثاء الماضي، حيث أكد أن الدعم السريع اختطفت خلال العام 2023 أكثر من (160) امراة تعرضن للاغتصاب والاحتجاز فيما يشبه العبودية.
وشدد البيان على أن تقرير الأمم المتحدة يعزز التقارير السابقة والمتتالية من المنظمات الحقوقية وخبراء الأمم المتحدة والإعلام الدولي، حول الفظائع التي ترتكبها "المليشيات" ضد النساء.
وقال البيان إن هذه الجرائم المنكرة تضاف إلى ما سبق ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية نفسها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، من أن "المليشيا" ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي يذكر بالإبادة الجماعية، وما توصل إليه المشرعون في الولايات المتحدة أنها جرائم ترقى للإبادة الجماعيةَ.
ولفت بيان الخارجية السودانية إلى أن وزارة الخارجية الأميركية تجنبت إصدار إدانة واضحة وصريحة ضد الدعم السريع، دون أن تقرنها بمزاعم باطلة ضد القوات المسلحة التي تتصدى لهذه "المليشيا المجرمة" على حد وصف البيان.
وقال البيان إن الولايات المتحدة الأميركية غير راغبة في مساندة القوات المسلحة والشعب السوداني، في هذه المعركة ضد "إرهاب المليشيات".
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء الماضي، كافة الأطراف الحاملة للسلاح في السودان، إلى وقف فوري للهجمات التي تنفذها في الفاشر، مشيرة إلى خيارات كل من الجيش والدعم السريع خلال الحرب، والمتمثلة في تصعيد العنف وإدامة المعاناة على المواطنين العالقين في مناطق النزاع، أو إنهاء الحرب واستعادة السلطة للشعب.
فيما عبرت أميركا عن قلقها، وذلك إزاء المؤشرات التي تنذر بهجوم وشيك من قبل قوات الدعم السريع و"المليشيات" التابعة لها على مدينة الفاشر.
وقالت: "من شأن الهجوم على مدينة الفاشر أن يعرض المدنيين لخطر شديد، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين الذين لجأوا إليها".
وأدانت القصف الجوي العشوائي الذي حدث في المنطقة من قبل الجيش السوداني، بجانب القيود المستمرة التي يفرضها الجيش على وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.