هدأت المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم بين الجيش والدعم السريع اليومين الماضيين وحتى صباح اليوم الأربعاء، مُقتصرةً على التدوين المدفعي بين الحين والآخر والقصف بالمسيرات.
تنحصر المعارك في التدوين المدفعي المتبادل
بالمقابل لم يساعد هدوء المعارك العسكرية في منح المواطنين فرصة للحصول على الاحتياجات الأساسية، فبينما لا يملك الغالبية المال لشراء الطعام والدواء، تعجز الأسواق في ذات الوقت عن توفير المواد الأساسية بسبب الوضع الأمني في الطرق البرية وسيطرة عصابات مسلحة عليها.
وقال مواطنون إن المخابز العاملة في الخرطوم خاصة في حي الامتداد وجوار المستشفى الأكاديمي و أحياء الديوم، توقفت عن العمل لعدم وصول إمدادات جديدة من القوافل التجارية بعد أن أغلقت جماعات مسلحة الطرق بين الخرطوم والولايات المجاورة.
وقال محجوب الذي يقيم في حي الإمتداد وتحدث مع "الترا سودان" من داخل مركز يتزود بالإنترنت عبر "ستارلنك"، إن المخابز متوقفة منذ يومين في نطاق الخرطوم لعدم وصول شحنات الدقيق، مشيرًا إلى أن بعض المخابز التي عادت إلى الخدمة قبل ثلاثة أشهر توقفت الآن لتدهور الوضع الأمني في الطرق التي تربط العاصمة الخرطوم بالولايات المجاورة.
وقال إن غالبية المنازل في أحياء الامتداد والعمارات خالية من السكان، والأبواب مشرعة ولم تنجُ من النهب. وقال إن الحياة في الخرطوم لم تعد كما كانت قبل شهرين، خاصة بعد تمدد الدعم السريع في الجزيرة وتهديدها بالتوسع نحو نهر النيل.
وأضاف: "نسمع المدافع المتبادلة بين الحين والآخر؛ الأصوات تأتي من محيط القيادة العامة لكن لا توجد معارك على الأرض بين الطرفين، ويتجول جنود من الدعم السريع وهم مدججون بالسلاح في الأسواق الصغيرة".
وأردف: "تقوم عناصر الدعم السريع بالاتفاق مع بعض الأشخاص لنقلهم إلى خارج الخرطوم عبر طرق آمنة مقابل آلاف الجنيهات، وفي بعض الأحيان يطلبون من الفرد (100) ألف جنيه".
وقال إن هذه الطريقة في ظل انعدام الطرق الآمنة ساعدت الآلاف على مغادرة أحياء الخرطوم جنوبًا وشرقًا في المعمورة وابو آدم والجريف والامتداد والصحافة والديوم الشرقية.
وكانت لجان مقاومة المنصورة أكدت رصد ثلاث حالات وفاة بسبب الجوع في حي الخيمة في أمبدة جوار محطة الشباب، دون أن تدلي بالمزيد من التفاصيل.
وناشدت لجان مقاومة أمبدة المنصورة في بيان أمس الثلاثاء، المنظمات الدولية والمحلية بالتدخل العاجل وإنقاذ المدنيين من الجوع والحصار بين الرصاص الطائش والقصف العشوائي.
وكانت مسيرات تابعة للجيش نفذت ضربات جوية ضد تجمعات الدعم السريع شرق العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضي، وذلك ضمن عمليات عسكرية باتت تعتمد بشكل كبير على طائرات بدون طيار لتنفيذ المهام القتالية.
ووصلت الحرب بين الجيش والدعم السريع العام الأول منتصف هذا الشهر، وأدت إلى نزوح (8.6) مليون شخص داخليًا وخارجيًا، ومقتل أكثر من (14) من المدنيين، ووضعت (25) مليون في السودان على حافة المجاعة.