تسبب قصف جوي من طائرة تتبع للقوات المسلحة، بأضرار جزئية على جسر رئيسي يربط بين شمال وجنوب مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الجسر الذي تعرض إلى القصف الجوي بمثابة شريان ما بين شمال وجنوب نيالا
الجسر الذي يربط بين شمال وجنوب مدينة نيالا بمثابة الشريان لسكان هذه المدينة التي تقع أجزاء منها على وادي نيالا، الذي يجري بشكل موسمي. ومع توسع قوات الدعم السريع في نيالا، فإن مصير عشرات الآلاف من السكان أصبح على المحك بسبب عدم وصول الإغاثة وارتفاع أسعار الغذاء.
الضربة الجوية التي استهدفت "كبري نيالا" جاءت مساء الثلاثاء، وفق ما ذكر نشطاء من الولاية. ويستهدف طيران سلاج الجو السوداني تجمع قوات الدعم السريع في نيالا منذ فقدان القوات المسلحة السيطرة عليها أواخر تشرين الأول/أكتوبر بعد صمود الحامية العسكرية التابعة للجيش (الفرقة 16) طوال ستة أشهر.
ورغم محاولة قوات الدعم السريع دفع الناس إلى تطبيع الحياة مع الأوضاع الراهنة، لكن المجموعات المسلحة المتحالفة مع هذه القوات ما تزال تقوم بعمليات السلب والنهب إلى جانب توقف النشاط التجاري في السوق الرئيسي جراء مخاوف النهب والقتال.
وتعد مدينة نيالا مركزًا رئيسيًا لكبار القادة الميدانيين من قوات الدعم السريع، وبين الحين والآخر يتواجد قائدها الثاني الفريق عبدالرحيم دقلو في الحامية العسكرية محاولًا إدارة الوضع في إقليم دارفور أو التخطيط لشن هجمات على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، التي تسيطر عليها القوات المسلحة بالتحالف مع "حركات اتفاق جوبا".
يقول عيسى دفع الله الصحفي والمتخصص في شؤون إقليم دارفور، لـ"الترا سودان"، إن الطيران الحربي التابع للجيش نفذ ضربة جوية على كبري نيالا، وهو أحد أشهر الجسور في الولاية كونه يربط بين شمال وجنوب المدنية، وإذا تضرر وخرج عن الخدمة يعني "توقف الحياة" في نيالا.
ويقول دفع الله إن الوضع الأمني في نيالا ما زال كما هو، حيث لا توجد معارك عسكرية مباشرة، ولكن في بعض الأحيان ينفذ الجيش ضربات جوية، بينما ترد قوات الدعم السريع عبر "المضادات الأرضية". ويضيف: "هذه العمليات تهدد حياة المدنيين".
وفي أيلول/سبتمبر 2023 لقي (40) شخصًا مصرعهم في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور جراء قصف جوي عبر سلاح الطيران التابع للجيش، ونفذت هذه العملية أثناء سيطرة القوات المسلحة على الحامية العسكرية، حيث حاولت منع حشود الدعم السريع من محاصرة المنطقة العسكرية.
المعارك العسكرية التي تدخل في عامها الأول بين "الحليفين السابقين" عبدالفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، ومحمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع، أدت إلى مقتل نحو (14) ألف شخص بين المدنيين في السودان.
ويقول الناشط الحقوقي خالد محمد نور لـ"الترا سودان"، إن مدينة نيالا الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع تعيش حالة الحرب حتى وإن توقفت المعارك المباشرة، لأن توقف حياة الناس وتوقف الإنتاج والنشاط الزراعي ومؤشرات المجاعة دليل على استمرار الحرب وآثارها المدمرة.
وأضاف: "فشلت الدعم السريع في إدارة حياة الناس في نيالا لأنها سيطرت عليها بالتحالف مع مجموعات قبلية مسلحة خارج إمرتها وترتكب الانتهاكات بحق المدنيين في نيالا".