29-نوفمبر-2023
إطعام لاجئين في أحد مخيمات اللجوء في السودان

يحتاج أكثر من 25 مليون شخص في السودان إلى مساعدات بحسب إحصاءات الأمم المتحدة (Getty)

أطلقت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية نداءً لجمع (581.2) مليون دولار للوصول إلى (15) مليون شخص في السودان يعانون من ضعف مستويات الأمن الغذائي من أصل (19.9) مليون شخص.

قال باحث في المجال الإنساني إن العالم لم يمنح الوضع في السودان الاهتمام الكافي وظل مركزًا على بؤر أخرى حول العالم

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن حرب السودان تمضي إلى أن تكون "الشر المطلق" مع عدم إنصات الطرفين المتصارعين إلى دعوات السلام وإيقاف القتال ومعالجة الوضع الإنساني.

وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) اليوم الأربعاء اطلع عليه "الترا سودان" – قال إن المستهدفين بهذه الخطة هم الفئات السكانية "الأكثر ضعفًا" التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي –بما في ذلك النازحون داخليًا واللاجئون والعائدون والسكان– بالغذاء المنقذ للحياة والمساعدات الزراعية الطارئة.

وأشار التقرير الأممي إلى أن الفئات الضعيفة –بما في ذلك النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة واللاجئون والنازحون داخليًا– ما زالوا يواجهون "ظروفًا حادة من انعدام الأمن الغذائي".

https://t.me/ultrasudan

ولفت تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان إلى أن "الصراع الذي طال أمده تسبب في النزوح والحد من إمكانية الحصول على المساعدة وتعطيل سبل العيش"، محذرًا من أن يؤدي ذلك إلى "تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين الأفراد الأكثر ضعفًا" في أنحاء السودان.

وتوقع التقرير انتشار ظروف الأزمة وانعدام الأمن الغذائي وما فوق (المرحلة 3+ من التصنيف الدولي) في جميع أنحاء البلاد، مع دخول السودان موسم "العجاف النموذجي" بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2023.

ورجح التقرير الأممي أن تتدهور أوضاع الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بالفعل وتنخفض قدراتهم "المنخفضة بالفعل" على التكيف، مما يعرضهم بشدة للتأثيرات –المباشرة وغير المباشرة للصراع المستمر– على ظروف الأمن الغذائي.

إعداد الطعام في أحد مراكز إيواء النازحين في السودان
نشطت مبادرات في إطعام النازحين والعالقين في مناطق الاشتباكات في مراكز الإيواء أو عبر مطابخ مركزية في الأحياء (Getty)

ويقول الباحث في المجال الإنساني والمستشار السابق للمنظمات الدولية الإنسانية أحمد الحاج لـ"الترا سودان" إن الوضع الإنساني في السودان "حرج للغاية"، ومع ذلك فإن المجتمع السوداني درج على التكافل والمساعدة عبر الأسر الممتدة – بحسب الحاج، ولذلك فإن "نمط الحياة السائد في السودان يغطي على الكثير من الفجوات الإنسانية التي لا يمكن تغطيتها في أي مكان في العالم لولا التقاليد الإنسانية السودانية الراسخة" – حسب تعبيره.

وقال الحاج إن الوضع الإنساني في السودان لم يلقَ "الانتباه العالمي المطلوب"، لافتًا إلى أن الاهتمام انصب على بؤر أخرى حول العالم. وأوضح أن ملايين النازحين في الولايات البعيدة عن القتال أو حتى من ظلوا في مناطق الحرب "يعتمدون على أنفسهم" في الطعام والشراب والأدوية إلى جانب المتطوعين والجمعيات المحلية.