اندلعت معارك محدودة بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع، صباح اليوم السبت، وذلك في محور الجيلي شمال العاصمة الخرطوم، حيث وصلت المعارك منطقة البسابير.
وبثت حسابات تتبع للدعم السريع مقاطع تظهر أسرى قالت إنهم من منسوبي القوات المسلحة في المنطقة التي تسيطر عليها الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى للحرب السودانية. وأكملت الحرب في السودان عامها الأول في الخامس عشر من الشهر الماضي.
استمرت هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة التي تشهد أحد أبشع الفصول في تاريخها
وتحاول القوات المسلحة السودانية استعادة مصفاة الخرطوم شمال العاصمة، والمعروفة باسم "مصفاة الجيلي"، وهي أكبر محطة لتكرير النفط في السودان. وتعرضت المصفاة لأضرار بالغة خلال الحرب. وتظهر صور للأقمار الصناعية عمل قوات الدعم السريع لأحواض فرغت فيها النفط الخام، وسط تكهنات باستخدام أساليب تكرير تقليدية إثر تعطل المصفاة عن العمل.
وأثرت الحرب السودانية على دولة جنوب السودان التي تعتمد على خطوط النفط السودانية لتصدير إنتاجها من البترول، ويعتمد اقتصاد دولة جنوب السودان على النفط بشكل كبير. وتنخرط دولة جنوب السودان في المحادثات بين الأطراف السودانية، وتستضيف العاصمة الجنوبية جوبا هذه الأيام، مباحثات بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
وكانت قوات من منسوبي الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش قد بثت مقاطع لما قالت إنها آثار المعارك مع الدعم السريع في منطقة الجيلي يوم أمس الجمعة. وتقول مصادر إن قوات الدعم السريع أرسلت قوة استطلاع وحدثت مواجهات محدودة بين الطرفين.
وفي السياق ذاته، استمرت هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة التي تشهد أحد أبشع الفصول في تاريخها، وكشفت العديد من التقارير عن قيام قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها بأعمال نهب وسلب واسعة النطاق في عاصمة الولاية وقراها التي تعتمد على الزراعة، فضلًا عن أعمال قتل وترويع واعتقالات خارج نطاق القانون. وتتزايد نسب العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في المنطقة، ما دفع أغلب سكان العاصمة والقرى إلى مغادرتها فرارًا من انتهاكات قوات الدعم السريع.
وتقول القوات المسلحة إنها تعمل على استعادة ولاية الجزيرة من يد قوات الدعم السريع، ولكن فشلت متحركاتها في تحقيق أي اختراقات في الولاية التي تعد قلب الإنتاج الزراعي في السودان. ويهدد فشل الموسم الزراعي بمفاقمة الأزمة الغذائية الطاحنة التي تمر بها البلاد.
وقالت لجان المقاومة بمدينة ودمدني اليوم، إن "مليشيا الدعم السريع" قامت باقتحام قرية ودالمنير ريفي الحوش بغرض النهب والسلب. وذكرت لجان المقاومة أن القوات قامت باستباحة القرية مما أدى إلى ارتقاء ثمانية شهداء من شباب القرية، وعدد من الإصابات المتفاوتة بين المواطنين.
رصد
قرية ود المنير
ريفي الحوش - جنوب الجزيرةقامت مليشيا الدعم السريع باقتحام قرية "ود المنير" ريفي الحوش بغرض النهب والسلب وقامت باستباحة القرية مما ادى إلى سقوط 8 شهداء من شباب القرية وعدد من الإصابات المتفاوتة بين المواطنين.#لجان_مقاومة_مدني#ذاكرة_الجزيرة pic.twitter.com/zUGUerHEci
— لجان مقاومة مدني (@Res_Wadmadani) May 18, 2024
والأسبوع الماضي طاردت قوة تتبع للدعم السريع أحد الباصات السفرية المتوجهة من مدينة رفاعه إلى مدينة القضارف. وقالت لجان مقاومة رفاعة إن القوة فتحت وابلًا من الرصاص على الركاب، مما أسفر عن وفاة مواطنة، وإصابة شخصين آخرين.
هجمات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة والانتهاكات المروعة كانت قد اعترفت بها قيادة قوات الدعم السريع، ونسبتها إلى "متفلتين" قالت إنها تتعامل معهم بالجدية والحزم اللازمين. ولكن على الرغم من مضي عدة أشهر على هذه التصريحات، إلا أن الأوضاع في ولاية الجزيرة ما تزال تتدهور نحو الأسوأ. وتستمر موجات النزوح جراء شح السلع الغذائية والمعينات الدوائية وتوقف الحياة الاقتصادية، فضلًا عن الانفلات الأمني واسع النطاق والجرائم البشعة بحق المدنيين.
الجدير بالذكر أن الولاية تعاني من انقطاع واسع لشبكات الاتصالات التي يعتمد عليها المواطنون في التحويلات المالية التي صارت ذات أهمية خاصة في ظل الحرب، كما يفاقم انقطاع شبكات الإنترنت من التعتيم على الانتهاكات التي تجري يوميًا على الأرض.