05-مارس-2023
الكهرباء في السودان

في هذا الوقت من كل عام، يتخوف السودانيون من بداية موسم الصيف التي تتزايد معها فترة القطوعات ضمن البرمجة التي قد تستمر خلال شهر رمضان الذي يبدأ نهاية آذار/مارس الجاري.

خبير: الصيانة الوقائية الكاملة للمحطات مع وضع خطة محكمة لإمدادات الوقود كانت ستجنب السودانيين القطوعات المطولة في الصيف 

وخلال السنوات الأخيرة تنفذ شركة التوزيع الحكومية برمجة قطوعات الكهرباء في المناطق المشمولة بالشبكة العامة لعجز في الإنتاج يصل إلى (60)%، خاصة في ساعات الذروة.

وارتفعت درجات الحرارة اليوم الأحد إلى (40) درجة مئوية سيما في العاصمة السودانية الخرطوم، ونفذت شركة التوزيع برمجة القطوعات في المناطق السكنية والأسواق، واضطرت العديد من المحلات التجارية للاستعانة بالمولدات الخاصة.

ويقول خبراء مختصون في قطاع الكهرباء، إن وضع الإمداد ليس أفضل حالًا من العام الماضي، في ظل استمرار الفراغ الحكومي وعدم إخضاع محطات التوليد لصيانة شاملة مع تعثر دفعيات الصيانة وشراء قطع الغيار.

وينتج السودان في أفضل حالاته (2500) إلى (2800) ألف ميغاواط، مضافًا إليهما حوالي (70) ميغاواط مستوردة من مصر و(280) ميغاواط من الخط الإثيوبي.

وتأمل مصر بيع الكهرباء للسودان ورفع الكمية إلى (700) ميغاواط، لكن عدم توفر البنية التحتية للجانب السوداني يعطل هذا المشروع، بينما يقول خبراء إن السودان يحتاج إلى استيراد ألف ميغاواط من مصر مع وضع خطة خلال عامين لسد العجز من خلال "مشاريع طموحة".

وخسر السودان نحو (450) مليون دولار كانت ستضخ في قطاع الكهرباء لصيانة المحطات الحرارية وتأهيل هذا القطاع إذ أن الجهات الدولية المانحة تراجعت عن المنحة بسبب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وقال الباحث في قطاع الكهرباء إيهاب محمد علي لـ"الترا سودان"، إن قطاع الكهرباء معرض للانهيار إذا لم تتدخل الحكومة بشكل جذري في توفير ملايين الدولارات لصيانة المحطات الحرارية.

ويقر إيهاب محمد علي بضعف تعرفة الكهرباء في السودان، لكنه يرى في ذات الوقت أن العجز يحتاج إلى إرادة حكومية لسد العجز في الطاقة، ولفت إلى أن الصيانة تحتاج إلى انتظام الدفعيات المالية.

ويشير الخبراء إلى أن الصيانة الوقائية الكاملة للمحطات مع خطة إمدادات الوقود إذا ما نفذت مع نهاية العام الماضي، كانت ستجنب السودانيين "ًصيفًا ساخنًا"، إذ توفر للشبكة العامة (350) ميغاواط.