استمرت العمليات العسكرية في الخرطوم في اليوم الحادي عشر من اندلاع الحرب، وذلك على الرغم من إعلان الهدنة التي أتت بوساطة أمريكية - سعودية، وإعلان كل من القوات المسلحة والدعم السريع بالموافقة عليها.
اشتباكات الأمس أسفرت عن مقتل أربعة من المدنيين
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في تقرير ميداني لها، إن اشتباكات الأمس أسفرت عن مقتل أربعة من المدنيين وإصابة (91) آخرين، وأشارت إلى أن العديد من الإصابات وسط المدنيين حالتها غير مستقرة.
وبلغ بذلك عدد الضحايا المدنيين المحصورين حتى الآن (295) شخصًا، فيما أصيب (1790) من المدنيين - وفقًا لنقابة الأطباء.
وخرج في وقت متأخر من مساء أمس، رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول، القيادي بنظام الإنقاذ أحمد هارون، في تسجيل صوتي عقب خروجهم من سجن كوبر الذي أخلي خلال الأحداث.
القيادي في النظام البائد أحمد هارون قال في تسجيله الصوتي نيابةً عن المعتقلين من قيادات "الإنقاذ" في سجن "كوبر"، إنهم في ظل انشغال السلطات بالمعركة الدائرة، قد قرروا تحمل مسؤولية حماية أنفسهم بأنفسهم، مشيرًا إلى جاهزيتهم للمثول أمام السلطة القضائية "متى ما تمكنت من القيام بمهامها" - بحسب تعبيره.
ودعا هارون منسوبي "الدعم السريع المنحل" إلى الانخراط في القوات المسلحة، وترك الالتزام تجاه قيادتهم الحالية التي قال إنها "تقودهم لمشروع شخصي وأسري"، مؤكدًا وقوفهم "مع الشعب السوداني في خندق الوطن لمنع اختطافه لصالح مشروع أسري مدعوم دوليًا وإقليميًا" - حد قوله.
تسجيل هارون المطلوب للجنائية الدولية، وإعلان دعمهم للقوات المسلحة، عقد المشهد المعقد ابتداءً في السودان، ما دفع القوات المسلحة للخروج في بيان مجددة فيه اتهامها لقوات الدعم السريع باقتحام السجون في الخرطوم وإجبار شرطة السجون على إطلاق سراح النزلاء، بجانب "تصرف إدارة سجن كوبر بإطلاق سراح نزلائه بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة" - وفقًا لبيان الجيش.
وعبرت القوات المسلحة عن "انزعاجها الكبير" لهذه الأحداث، وأهابت بالمواطنين لأخذ الحيطة والحذر جراء هذا الوضع، مؤكدة أن "لا مصلحة للجيش في خروج النزلاء من سجونهم بهذه الطريقة التي تضع أمن الناس وطمأنينتهم على المحك"، مشيرة إلى أنها "غير معنية بأي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من هذه السجون بتلك الطريقة، بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية"، وأوضحت أنها لاعلاقة لها بأحمد هارون ولا بحزبه السياسي أو بإدارة سجون البلاد، والتي قالت إنها تقع في نطاق مسؤولية وزارة الداخلية والشرطة السودانية.
من جانبها جددت قوات الدعم السريع اتهاماتها بأن قادة النظام البائد وعناصره بالجيش هم من يقفون خلف الحرب الدائرة في السودان، قائلة في بيان لها إن "قيادات الانقلابيين" هم الذين "وضعوا الخطط ورسموا السيناريوهات لإشعال الحرب كغطاء لخلق مبررات أمنية لإخراج قيادات النظام البائد من السجن لاستكمال مشروعهم الإرهابي المتطرف من خلال العودة مجددًا للسلطة" - بحسب تعبيره.
وأضاف بيان قوات الدعم السريع: "لقد بدأت الآن ثورة جديدة يقودها أشاوس قوات الدعم استكمالًا لثورة ديسمبر المجيدة لاقتلاع نظام الفتنة من جذوره وتخليص الشعب السوداني من قبضة نظام البطش والتطرف والإرهاب إلى الأبد".
قوى الحرية والتغيير "مجموعة المجلس المركزي" ذهبت إلى نفس ما ذهبت إليه قوات الدعم السريع، قائلة إن بيان أحمد هارون "أكد الحقائق التي ظللنا نرددها في قوى الحرية والتغيير الآونة الأخيرة أن النظام المباد وحزبه المحلول ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية هم من يقفون خلف الحرب الدائرة الآن".
ولفتت قوى الحرية والتغيير إلى أن ظهور قادة النظام البائد في المشهد الآن "يعني زيادة اشتعال الحرب"، وقالت إن هذه الحرب التي "أشعلها و يتكسب منها النظام البائد"، ستقود البلاد إلى الانهيار ولن تحقق أيًا من القضايا الرئيسية التي سعت الأطراف المدنية والعسكرية لحلها عن طريق العملية السياسية و"على رأسها قضية الإصلاح الأمني والعسكري الذي ينهي وضعية تعدد الجيوش ويقود للوصول لجيش واحد مهني وقومي" - حد قول البيان.
وتوجهت قحت بالنداء لجماهير الشعب السوداني بأن ترص الصفوف "للتصدي لمخططات الفلول" ودعت قيادة القوات المسلحة والدعم السريع بوقف الحرب "فورًا".