26-نوفمبر-2023
آثار دمار في العاصمة الخرطوم جراء الحرب

قال مصدر من القوى المدنية السودانية، إن لجنة وقف إطلاق النار في منبر جدة استمرت في عملها عقب توصل الجيش والدعم السريع إلى اتفاق على الملف الإنساني وبناء الثقة.

وأشار المصدر في حديث لـ"الترا سودان"، إلى أن لجنة وقف إطلاق النار في منبر جدة، والتي تضم الميسرين وممثلي الطرفين من الجيش والدعم السريع، مهتمها إذابة النقاط الخلافية التي تعرقل تصميم وقف إطلاق النار في السودان.

وفي سؤال من مراسل "الترا سودان" عما إذا كانت هناك أنباء عن وقف إطلاق النار في السودان في القريب العاجل وفقًا لهذه العملية، قال المصدر إن "كل شيء وارد".

باحث: تحركات لإنهاء الحرب في السودان على خلفية زيارات البرهان للدول الأفريقية

وكان الجيش والدعم السريع اتفقا في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري على الملف الإنساني والسماح بعمل المنظمات في مناطق سيطرة كل طرف في السودان، إلى جانب الاتفاق على إجراءات بناء الثقة والتي تشمل إلقاء القبض على الهاربين من السجون.

وتقترب حرب السودان من الشهر الثامن، وخلفت (10) آلاف من القتلى في صفوف المدنيين وفقًا لتقارير دولية وأممية.

وأدت الحرب أيضًا إلى نزوح (6.2) ملايين شخص، بينهم (1.2) مليون شخص عبروا الحدود، والبقية نزحوا إلى الولايات الأقل تأثرًا بالقتال بين الجيش والدعم السريع.

ويقول الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد، في حديث لـ"الترا سودان"، إن هناك تعتيم متعمد على مجريات الأحداث في منبر جدة منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهو تعتيم مفهوم من قبل الميسرين تجنبًا لعدم التأثير السلبي على عملية قيد التصميم لوقف إطلاق النار في السودان.

وقال إن الميسرين يشعرون أن الطرفين المتحاربين في السودان لديهما قناعات راسخة بصحة موقف كل طرف في الاستمرار في القتال، وعدم تقديم تنازلات على الطاولة.

وأضاف : "الدعم السريع يستند على سيطرته الميدانية لأجزاء من العاصمة ودارفور لذلك لا يريد تقديم تنازلات، بينما الجيش يستند على شرعيته كمؤسسة عسكرية، لذلك المفاوضات تسير ببطء شديد فيما يتعلق بإحراز تقدم".

وقال مجاهد أحمد، إنه قياسًا بتحركات قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في جولات أفريقية، فإن ثمة تطورات قادمة من جانب الاتحاد الأفريقي والذي يشارك في منبر جدة عبر ميسرين أفارقة جنبًا إلى جنب مع السعودية والولايات المتحدة الأميركية.

وكان البرهان غادر اليوم الأحد إلى جيبوتي للقاء رئيسها، كما عاد من زيارتين إلى نيروبي وأديس أبابا الأسبوعين الماضيين، في جولات تظهر عودة العلاقة بين البرهان وهذه الدول بعد قطيعة استمرت لشهور.

بالمقابل يقول الباحث السياسي مصعب عبدالله، في حديث لـ"الترا سودان"، إن تحركات مجلس السيادة وأعضاء الشق العسكري نحو الدول الأفريقية قد لا تكون لها علاقة بإيقاف الحرب، بل يمكن أن تكون مطالب لدعم قيام حكومة في بورتسودان مقر الحكومة الحالية.

وأردف : "في الغالب تعد جولات رئيس مجلس السيادة وبعض أعضاء المجلس من العسكريين إلى دول أفريقية ذات طابع دعم سياسي لقرارات قادمة".