أعلن نائب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "مكتب السودان"، إيدي رو، عن قلقه من تجدد العنف القبلي في إقليم النيل الأزرق، وانتقد قرار حكومة الإقليم الذي قضى بمنع حركة الشاحنات في محافظة ود الماحي.
إيدي رو: منع حركة الشاحنات في محافظة ود الماحي يعرض حياة المدنيين للخطر
وذكر تعميم صحفي صادر عن منسق الشؤون الإنسانية "بالإنابة" إيدي رو، اطلع عليه "الترا سودان"، اليوم السبت، عن شعوره بالقلق العميق إزاء الأوضاع في مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان، ومحافظة ود الماحي في إقليم النيل الأزرق، ودعا المسؤول الأممي إلى "السلام ووضع حد للعنف".
ومنذ تموز/يوليو 2022، يشهد إقليم النيل الأزرق عنفًا قبليًا بين الهوسا ومجموعة السلطنة الزرقاء، وسط تباين للروايات من إقدام الهوسا على تسمية إمارة جديدة تجد رفضًا من السلطنة الزرقاء، بينما بدأ القتال في ذلك الوقت عقب مقتل مزراع وسرعان ما تطورت للانتقال إلى عمليات عنف شملت الروصيرص والدمازين وود الماحي.
ويقيم آلاف النازحين في مرافق عامة بمدينة الدمازين وولايات النيل الأبيض والجزيرة وسنار، ورغم توقيع اتفاق إطاري لوقف العدائيات بين المكونات الاجتماعية في تموز/يوليو الماضي، لكنه تعرض للانهيار منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بسبب عدم التطوير إلى مصالحة شاملة وجذرية كما يقول ناشطون في المجتمع المدني في الإقليم، إلى جانب تجاهل الحكومة المركزية للتدخل لصالح الاستقرار.
وأوضح منسق الشؤون الإنسانية إيدي رو، أن التوترات تصاعدت في ولاية غرب كردفان منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعد نزاع على ملكية الأرض. ومع استمرار العنف في مدينة لقاوة والمناطق المحيطة بها، أفادت الأنباء أن ما لا يقل عن (36.5) ألف شخص قد فروا من المدينة، وقتل ما لا يقل عن (19) شخصًا، فيما أصيب (34) خلال النزاع.
ولفت إيدي رو إلى أن تجدد العنف في محافظة ود الماحي في إقليم النيل الأزرق، امتد إلى محافظة الروصيرص منذ الثالث عشر من الشهر الجاري، في القرى 6 و7، و مع استمرار القتال نزح ما لا يقل عن (1200) شخص وقتل (170) آخرين، وأُصيب (327).
وكان حاكم إقليم النيل الأزرق قد أصدر في 19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قرارًا بمنع تنقل المدنيين بالشاحنات في بلدات السد (1-7) داخل محافظة ود الماحي.
ورأى المسؤول الأممي أن هذا التقييد على حرية التنقل يمنع الناس من البحث عن الأمان والحصول على الخدمات المنقذة للحياة، وبالتالي يعرض حقهم في الحياة للخطر.
وأشار إيدي رو إلى أن "القتال في ولايتي غرب كردفان والنيل الأزرق يخاطر بمزيد من النزوح والمعاناة الإنسانية، بالإضافة إلى ما يقرب من (65) ألف شخص نزحوا بالفعل وخلفوا (149) قتيلًا و(124) جريحًا بسبب أعمال العنف في النيل الأزرق في تموز/ يوليو 2022".
وحذر المسؤول الأممي من أن هناك أيضًا خطر حدوث تصعيد للقتال وانتشاره مع تداعيات إنسانية إضافية.
ونوه منسق الشؤون الإنسانية بالإنابة إلى أنه يذكر جميع أطراف النزاع بالامتثال بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمدارس وشبكات المياه.
وحث إيدي رو جميع أطراف النزاع لتمكين التنقل الحر والآمن للأشخاص المتضررين بحثًا عن الأمان والمساعدة.
وتابع: "جميع المنظمات الإنسانية في السودان على استعداد لمساعدة المتضررين من النزاعات من أجل هذا الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية".