قال المرصد السناري لحقوق الإنسان، إن المدنيين في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار يواجهون جرائم حرب مكتملة الأركان بواسطة قوات الدعم السريع التي استولت على المدينة منذ 29 حزيران/يونيو الماضي.
من بين ضحايا المجزرة عدد من المعلمين والكوادر الطبية
وقال المرصد السناري لحقوق الإنسان في تقرير نشره اليوم الاثنين إنه وبعد عمليات الرصد والتحقق لفريق المرصد السناري، و الذي وثق العشرات من الجرائم والانتهاكات تشمل قتل والاستهداف التي نفذتها قوات الدعم السريع ضد مدنيين بمناطق متفرقة بولاية سنار.
ونشر المرصد السناري أسماء الضحايا وهم: عبد الرحمن محمد عيسى ويعمل في التعليم، وعواطف محمد قسم الله وهي نازحة وبابكر عبد المولى من منطقة الدالي ويعمل في التعليم ودان عبد الله البشير طفلة من مدينة سنجة، والضوء جابر من الدندر ويعمل في مهنة المساعد الطبي، وعوض الكريم الخير عبدالله الحسن من منطقة أم بياقة ريفي سنجة ومهنته اختصاصي تخدير.
وشملت أسماء الضحايا أيضًا خلف الله الخير عبدالله من منطقة أم بياقة ريفي سنجة يعمل في الزراعة، وناصر محمد عثمان من نفس المنطقة وهو مزارع أيضًا، وإسماعيل محمد من أم بياقة ريفي سنجة مزارع ومحمد يوسف ود فور من ود الجزولي ريفي سنجة ومهنته سائق.
وقال المرصد السناري إن نتائج التحقيقات التي أجراها تأكد فريقه من سقوط عشرات الوفيات نتيجة السير على الأقدام لمسافات طويلة، للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، كما وثق المرصد عشرات الأسماء لوفيات ماتوا غرقًا بالنيل الأزرق أثناء محاولتهم الفرار من مدينتي سنجة وأبو حجار، أغلبهم من النساء والأطفال.
وذكر التقرير أن مدينة سنجة ومحلياتها الدندر شرقًا والمزموم غربًا وود النيل جنوبًا، مازالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع حتى اللحظة، وقال إن توسع مناطق سيطرة الدعم السريع في ولاية سنار، أدى إلى انقطاع شبه تام للكهرباء وشبكات الاتصالات، وتوقف للأسواق و المستشفيات والمؤسسات العلاجية والخدمات منذ سيطرة الدعم السريع.
ونوه المرصد السناري إلى هناك نحو (1300) شخص كانوا قد فقدوا قسريًا من مدينة سنجة عقب سيطرة الدعم السريع وتفاقمت الأزمة بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء وانعدام الممرات الآمنة، لأن أغلب الممرات تحت سيطرة الدعم السريع.
وأدان تقرير المرصد السناري لحقوق الإنسان الانتهاكات والجرائم التي طالت المدنيين من قبل قوات الدعم السريع وطيران الجيش بولاية سنار، ودعا الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف هذه الانتهاكات، والسماح بشكل عاجل وفوري للمنظمات والمساعدات الإنسانية بالدخول إلى ولاية سنار وعاصمتها سنجة، وفتح المعابر والمسارات الآمنة لإجلاء المدنيين العالقين في جميع المناطق.
وحذر المرصد السناري من التصعيد والانتشار الواسع لرقعة الحرب بولاية سنار، وقال إن توسع العمليات الحربية تنذر بكارثة إنسانية.
وصُنفت أزمة النزوح في سنجة وسنار بأنها الاسوأ منذ اندلاع الحرب في السودان، ويقول عاملون إنسانيون إن مئات الآلاف من المدنيين في مدينة سنجة فوجئوا بسيطرة الدعم السريع على بلدتهم في وقت مبكر من مساء يوم 29 حزيران/يونيو الماضي، وأدى هذا السقوط المفاجئ للمدينة إلى حركة نزوح غير منظمة، حيث تفرقت السبل بالعائلات التي فقدت أطفالها وكبار السن، كما لا يزال مصير عشرات العائلات غامضًا مع توقف الاتصالات وتعدد مناطق النزوح شرقي البلاد وإقليم النيل الأزرق.
ودرج العاملون في غرف الطوارئ في مدن كسلا والقضارف على نشر أسماء النازحين يوميًا، لمعرفة مصير مئات المفقودين قسريًا من ولاية سنار عقب سيطرة الدعم السريع على مناطق جبل موية وسنجة والدندر والمزموم.