09-مايو-2022
الجهاز الهضمي والعصبي

علاقة وثيقة بين الدماع والأمعاء

رابطة الدماغ والأمعاء هي أمر حقيقي وجاد؛ فمشكلة القلق يمكن أن تؤدي لمشاكل في المعدة والعكس صحيح! هل حدث أن مررت بتجربة تسببت لك في "لواية"؟ هل مررت بتجربة أو موقف معين "طمم بطنك"؟ هل حدث أن شعرت "بالفراشات في بطنك"؟!

في حالات اضطرابات الجهاز الهضمي يكون من الصعب محاولة علاج القناة الهضمية دون الأخذ في الحسبان دور التوتر والعاطفة

هناك سبب وجيه لاستخدامنا لهذه التعابير، إن الجهاز الهضمي حساس تجاه المشاعر. الغضب؛ القلق؛ الحزن؛ البهجة؛ كل هذه المشاعر وغيرها يمكن أن تظهر في شكل أعراض في القناة الهضمية.

تيليغرام

يمتلك الدماغ تأثيرًا مباشرًا على المعدة والأمعاء، وعلى سبيل المثال مجرد التفكير في الأكل يمكن أن يفرز عصارة المعدة قبل وصول الطعام فعليًا. وهذا التأثير متبادل، فالأمعاء المضطربة ترسل إشارات للدماغ، تمامًا كما يرسل الدماغ المضطرب إشارات إلى الأمعاء. لذا فإن اضطراب المعدة والأمعاء عند الأفراد يمكن أن يكون سببًا أو ناتجًا عن القلق أوالتوتر أوالاكتئاب، ذلك لأن الدماغ والجهاز الهضمي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.

هذا الأمر يكون صحيحًا بالأخص في الحالات التي يمر فيها الفرد بمشاكل في الجهاز الهضمي دون أن يكون هناك علة جسدية واضحة. في مثل هذه الحالات من اضطرابات الجهاز الهضمي، يكون من الصعب محاولة علاج القناة الهضمية الموجوعة دون الأخذ في الحسبان دور التوتر والعاطفة.

 القلق وصحة الأمعاء

بالنظر إلى هذه العلاقة التفاعلية بين الدماغ والقناة الهضمية، يصبح من السهل معرفة لماذا نصاب بالغثيان "الطمام" قبل تقديم عرض عام، أو لماذا نشعر بألم في الأمعاء في أوقات التوتر. هذا لا يعني أن مشاكل وظائف الجهاز الهضمي هي أمراض متخيلة "أو أنها ليست إلا في رأس صاحبها"، فالعوامل النفسية تتداخل مع العوامل العضوية مسببة الألم وظهور الأعراض.

تؤثر العوامل النفسية بشكل فعلي على فسيولوجيا الأمعاء وأعراضها. بعبارة أخرى، إن التوتر (أو الاكتئاب أو العوامل النفسية الأخرى) يمكنها أن تؤثر على حركة وتقلصات الجهاز الهضمي.

باإاضافة إلى ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من اضرابات وظائف الجهاز الهضمي يكون وقع الألم عليهم أكثر من غيرهم، لأنهم أكثر استجابة لإشارات الألم المرسلة من الجهاز الهضمي، فالألم يزداد حدة مع التوتر والعكس.

بناء على الملاحظة، يمكننا أن نتوقع أن يتحسن على الأقل بعض المرضى الذين يعانون من اضرابات وظائف الجهاز الهضمي من خلال جلسات العلاج النفسي لتقليل التوتر أو علاج القلق أو الاكتئاب.

 توصلت عدة دراسات إلى أن الأساليب القائمة على العلاج النفسي تؤدي إلى تحسن أكبر في أعراض الجهاز الهضمي مقارنة بالعلاج التقليدي.

الأشخاص الذين يعانون من اضرابات وظائف الجهاز الهضمي يكون وقع الألم عليهم أكثر من غيرهم، فالألم يزداد حدة مع التوتر والعكس

رابطة الدماغ والامعاء، القلق وعملية الهضم

هل مشاكل المعدة والأمعاء التي تعاني منها - مثل حرقة المعدة، أو تقلصات البطن، أو الاسهال- مرتبطة بالتوتر؟ راقب هذه الأعراض وغيرها من أعراض التوتر الشائعة وناقشها مع الطبيب. بحيث يمكنكما معًا التوصل الى استراتيجيات لمساعدتك على التعامل مع عوامل التوتر في حياتك، وكذلك تخفيف أعراض مشاكل الهضم.

-----------------------------------------

* مصطلح (يشعر بالفراشات في معدته) غير مألوف في اللغة العربية ويقصد به الشعور بالبرودة المفاجئة في المعدة خصوصًا التي تكون مرتبطة بالتوتر أو الحماس تجاه أمر معين 

المقال مترجم، رابط المقال الأصلي