19-أبريل-2022
الدراما السودانية

نادراً ما تحظى الأعمال الدرامية السودانية بقبول وسط المجتمع السوداني، الذي دائمًا ما يسخط على وضع الدراما في البلاد ويعتبره الأسوأ عربيًا واقليميًا، على الرغم من أن تاريخ السينما السودانية قديم وحافل بمحطات سينمائية مهمة، لكن في الآونة الأخيرة خاصة جيل الشباب اليوم لا يعرف الممثلين ولا تروق لهم تلك الأعمال التي يعتبرها الكثير منهم مادة للسخرية والتهكم، حتى وإن كانت تحمل رسالة جادة، وذلك بسبب الأداء المتصنع والركيك كما يصفه كثيرون، فما الذي أوصل الحال إلى ما هو عليه اليوم، وماذا ينقص الممثل السوداني ليصبح جزءًا من الحراك العربي والعالمي.

إسلام مبارك: الأعمال الدرامية السودانية لهذا العام من أضخم المواسم، ويوجد سباق درامي يُحترم

كان يجب علينا أن نذهب إلى أهل الشأن لمعرفة ردود الفعل على تلك الانتقادات، والانتقاص من مجهوداتهم وأعمالهم، بعض ممن استطلعناهم أكدوا على أن مجرد ظهور أعمال درامية سودانية في ظل الأوضاع الراهنة يبعث بالطمأنينة على أن الدراما السودانية ما تزال تتنفس، بينما يرى آخرون أن وجودها بهذا الشكل الضعيف وعدمها واحد! نُطالع المزيد في سياق هذا التقرير.

تيليغرام

اعتبرت الممثلة إسلام مبارك أن الأعمال الدرامية السودانية لهذا العام من أضخم المواسم، حيث يوجد سباق درامي يُحترم، مبينةً أن المقارنات التي يصنعها المشاهد بين أعمال محلية وأخرى عربية أو عالمية مقارنة مجحفة وغير عادلة،  لأننا منذ زمان بعيد لم تجد الدراما حظها في الاعتراف بها من قبل الدولة، ولا حتى توفير الإنتاج لها ولا قيام ورش يتم فيها تبادل الخبرات. وتضيف بطلة فيلم "ستموت في العشرين" إسلام مبارك أن ما يقوم به الممثل السوداني انجاز في تلك الظروف التي لا تخفى على أحد، ومرهق جدًا لأنهم يعملون بدافع الحب.

الدراما السودانية
الممثل صالح عبد القادر

في السياق تؤكد إسلام مبارك على وجود حالة من الجدل المستمر حول الأعمال الدرامية الجديدة، وهو في حد ذاته نجاح بغض النظر عن قبول أو استهجان من الأعمال، معتبرة أنها تجربة تُقاس على الأعمال القادمة من تأليف وإخراج وتصوير لتقديم الأفضل، مردفةً أننا جميعا نحتاج الى تحفيز وتقدير أي عمل في الظروف التي نعيشها، وتقديم النقد بشكل محترم ليس فيه تجريح، لأننا نعمل لكم وللفنون بدافع الحب.  

من جانبه قال الممثل الكرار الزين أنه شاهد بعض الأعمال التي تعرض على القنوات السودانية، موضحًا بأننا نحتاج إلى أعمال درامية كثيرة، مشيرًا إلى أن الأعمال الدرامية التي قدمت تفاوت ما بين السيناريو والصورة والأداء والإنتاج والمحتوى، لافتًا إلى أن توفر الأعمال يعني أن الدراما ما زالت موجودة لكن يجب الّا نربطها برمضان.

الدراما السودانية
الممثل الكرار الزين

وفي ذات السياق يقول الأستاذ بكلية التربية والدراما جامعة النيلين الممثل صالح عبد القادر، إن الأمر يتطلب مزيد من الزمن والتحليل والمتابعة حتى لا يكون الرأي انطباعي، لأن الحديث عن إنتاج الدراما يحتاج إلى تحليل ودراسة عميقة لجذور المشكلة، لأن المعلومات عن آليات الإنتاج في القنوات ليست متوفرة، بالإضافة إلى أساليب الإنتاج الخاصة بالمجموعات الدرامية، مع ذلك فإنهم مشكورين على تلك المحاولات.

ويضيف صالح عبد القادر أن القنوات الفضائية ليست لديها معايير واضحة أو خطة مساحية للبرامجية لإنتاج الدراما، موضحًا أن الموضوع معقد ويحتاج إلى تفكير علمي، لأن هناك تخصصات مهنية وعلمية مختلفة غائية. 

الدراما السودانية
المخرج شهاب ساتي

فيما أوضح المخرج شهاب ساتي أن الآونة الأخيرة شهدت ضعف في الإنتاج التلفزيوني، لكننا وبعيدًا عن التموين والإنتاج دائمًا ما نجد ركاكة في كتابة السيناريو والإخراج، رغم ذلك فإن توفر عدد من الأعمال يعتبر شيء جيد، ورؤية وجوه جديدة يعكس خروج من تنميط الأشخاص الذين يتصدرون الموقف في كل عام، مردفًا أن الضعف في كتابة السيناريو واضح للمشاهد، الذي يطلع على الأعمال الدرامية والسينمائية العالمية، وحتى من دول الجوار، لذلك فمن الصعب الضحك عليه لأنه أصبح ذو طموح عالي، يريد أن يرى أعمال مميزة ومختلفة من حيث الكتابة والإخراج والتمثيل، موضحًا أن عدم توفر تلك المقومات لا يستطيع جذبه، لأن العمل يحتاج إلى المضمون أولاً ثم الشكل.

كما أشار ساتي إلى أن الإنتاج العالي للأعمال الدرامية لا تعني نجاح العمل، مستشهدًا بنجاح مسلسل (شباب حلوين) العام الماضي الذي تم بإنتاج منخفض ونال إعجاب المشاهد، خاتمًا حديثه لـ"الترا سودان" أن السيناريو و الإخراج الصحيح هو الذي يساعد في تحريك الممثلين وإخراج الرؤية الفنية الصحيحة.