24-ديسمبر-2023
عربة النقل اليدوية المعروفة محليًا باسم "الدرداقة"

عربة النقل اليدوية المعروفة محليًا باسم "الدرداقة" (Wikimedia)

استخدم نازحون سودانيون عربة النقل اليدوية المعروفة محليًا باسم "الدرداقة" لنقل مرضاهم من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة إلى مدن سنار والقضارف، وذلك عقب هجوم الدعم السريع على مدينة ودمدني بولاية الجزيرة بعد أن تعذر توفر سيارات الإسعاف وحتى سيارات النقل العادية.

السير ثلاث ساعات باستخدام "الدرداقة" لنقل المرضى.. هذا ما حدث للفارين من ودمدني

آمنة فتاة في العقد الرابع من العمر اضطرت إلى جلب "درداقة" من سوق صغير لتنقل والدها المريض على متنها لأن المدينة "لم تعد صالحة للبقاء"، حسب ما تقول لـ"الترا سودان".

آمنة نفسها مريضة. وتحركت وهي تقود "الدرداقة" التي جلس عليها والدها مع تبادل السير بين أفراد العائلة وبعض المرافقين في رحلة النزوح لثلاث ساعات قبل أن تعثر على سيارة أقلتهم إلى مدينة سنار الواقعة جنوبي البلاد على بعد (300) كيلومتر عن مدينة ودمدني.

و"الدرداقة" هي عربة يدوية تستخدم في الأسواق لنقل السلع من المتاجر إلى الشاحنات، ولكنها استخدمت لأغراض إنسانية للنجاة من هجوم الدعم السريع على مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة.

لا يمكن توفر السيارات لمئات الآلاف من المواطنين في قرى ومدن ولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، كما أن الانتهاكات لا تسمح لهم بالبقاء في المنازل. وتقول لجان المقاومة في ودمدني والحصاحيصا وأربجي وأم دقرسي -وهي مناطق تقع تحت سيطرة الدعم السريع- إن هناك انتهاكات كبيرة بحق المدنيين.

ولم يتسن لمراسل "الترا سودان" الحصول على تعليق من مستشاري قائد الدعم السريع للرد على هذه الاتهامات، بالمقابل كان قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو قد تعهد بمكافحة الانتهاكات التي ترتكبها قواته في ولاية الجزيرة والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرتها.

وتضيف آمنة وهي تسرد معاناتها: "لقد شاهدنا الجحيم عندما قررنا مغادرة المنزل القريب من حي حنتوب في ودمدني. شاهدنا بعض الجثث الملقاة في الشارع نتيجة الشظايا والرصاص والقذائف التي وصلت الأحياء الواقعة قرب الجسر في اليومين الأولين من المعارك في ولاية الجزيرة".

وتقول إنها رفقة عائلتها وصلوا إلى مدينة سنار بعد سير ثلاث ساعات على الأقدام وثلاث ساعات أخرى بالسيارة التي طلبت منهم دفع (150) ألف جنيه. وأشارت آمنة إلى أنهم يعيشون أوضاعًا إنسانية قاسية لصعوبة الحصول على مأوى ولا يزالون مقيمين مع أصدقاء العائلة.

وعقب نزوح مئات الآلاف إلى سنار يخشى النازحون من تمدد الحرب إلى هذه الولاية التي استضافت نحو (1.5) مليون شخص حسب تقديرات غير رسمية، وذلك على خلفية نشوب الاشتباكات في الحدود بين الولايتين المتجاورتين.

وتتلاشى ملامح الأمل وسط السودانيين من الوصول إلى اتفاق لإنهاء القتال في ظل عجز المجتمع الدولي في "تفعيل أدوات الضغط على الطرفين" كما يقول مراقبون.

ويقول مجاهد أحمد وهو باحث في قضايا السلام والديمقراطية بالسودان، لـ"الترا سودان"، إن ما يحدث في السودان خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع "كارثة قد تقود إلى إبادة جماعية ما لم ينتفض المجتمع الدولي"، بحسب تعبيره.

باحث: هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة قد يفسر على أن هذه القوات غير خاضعة لسيطرة ميدانية

ويرى أحمد أن هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني التي استضافت نحو مليوني نازح من الخرطوم ومدن أخرى متأثرة بالحرب على الرغم من تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية، قد يفسر على أن هذه القوات غير خاضعة لسيطرة ميدانية. 

وزاد: "قد نلاحظ ذلك في حجم الانتهاكات الكبيرة التي ترتكبها هذه القوات في قرى الجزيرة ومدنها".

بانر الترا سودان