وصف القيادي في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، شريف محمد عثمان، تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان التي قال فيها إنهم يعملون من أجل "إنهاء الانقلاب"، وصفها بـ"الخطوة الصحيحة".
وأضاف شريف عثمان في تصريح لـ"الترا سودان"، أن اعتراف البرهان بأن ما حدث في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021م انقلاب؛ يؤكد مسؤوليته عن كل الجرائم المتسلسلة التي ترتبت على الانقلاب، وكذلك التدهور الاقتصادي والأمني في السودان. وزاد بأن عليه الاعتراف بالانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين.
شريف محمد عثمان: هذا الاعتراف بالضرورة يفرض على البرهان أن يضطلع بمسؤولية أكبر تجاه إجراءات تهيئة المناخ
وتابع عثمان: "هذا الاعتراف بالضرورة يفرض عليه أن يضطلع بمسؤولية أكبر تجاه إجراءات تهيئة المناخ وإيقاف العنف ضد المتظاهرين السلميين، خاصة وأنه تمر علينا ذكرى 30 حزيران/ يونيو التي ينتظر أن يخرج فيها ملايين السودانيين الذين يتطلعون إلى الحكم المدني وإنهاء عسكرة الحياة السياسية في السودان".
تصريحات البرهان
وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قد ذكر في مقابلة مع قناة "الحرة" أن ما حدث في 25 تشرين الأول/ أكتوبر كان لديهم استعداد لأن يتوقف. وقال البرهان في المقابلة: "ذكرنا ذلك مرارًا، أن هذا الأمر سيتوقف متى ما تم التوافق"، مضيفًا "إذن من يتحدث عن إنهاء الانقلاب؟ نحن نتحدث عن إنهاء الانقلاب، وعن إيقاف ما أسموه بالانقلاب". وتابع البرهان: "نحن نظن أن هذا الأمر ضروري، وسنوقف إجراءاتنا متى ما تم التوافق لاستعادة المسار الديمقراطي".
وأكد عثمان بأنّ "الحرية والتغيير" عبرت أكثر من مرة عن رغبتها في حل سياسي ينهي الانقلاب ويعيد مسار التحول المدني الديمقراطي.
وحول اتهام البرهان للمتظاهرين بأنهم خرجوا عن السلمية، يقول عثمان بأن هذا الاتهام غير صحيح، وزاد: "تتداوله مؤسسات الانقلاب من الشرطة وغيرها، والحقيقة أن الحركة الجماهيرية قدمت (102) شهيدًا وآلاف المصابين خلال التظاهرات السلمية". وأضاف: "وهذه الجرائم موثقة وهي تمثل نوعًا من العنف الممنهج تجاه المدنيين تحاسب عليه كل القوانين والأعراف الدولية".
وقال شريف عثمان إن الإصابات تؤكد أن هناك انتهاك لحقوق الإنسان، خاصة استخدام الرصاص الحي والمتناثر المحرم دوليًا ضد المتظاهرين، وكذلك الضرب على الرأس والعينين.
وأشار إلى أن كل هذه جرائم مورست بعد الانقلاب من قبل الأجهزة الأمنية، وأن الادعاء بأن المتظاهرين خرجوا عن السلمية "غير صحيح". ويضيف القيادي في الحرية والتغيير: "الثورة سلمية ولا زالت، وهذه التصريحات لا تصب في مصلحة العملية السياسية التي تتطلب الاعتراف الذي هو المدخل للحل السياسي". وتابع قائلًا: "ومثلما اعترف البرهان بأن ما حدث انقلاب، عليه كذلك الاعتراف بالانتهاكات التي مورست بحق المتظاهرين".
اتهامات بانتهاك السلمية
واتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان المتظاهرين بـ"انتهاك السلمية" ومهاجمة أقسام الشرطة والمقرات الحكومية، في مقابلة مع قناة "الحرة". وقال البرهان، خلال المقابلة، إن قوات الأمن لديها تعليمات واضحة "بعدم مهاجمة من يريد التعبير عن رأيه، كما أنها مأمورة بعدم حمل الأسلحة أو مطاردة المتظاهرين، وأن تبقى في مواقعها وتحافظ على ممتلكات الدولة".
وبحسب بيانات لجنة الأطباء المركزية، فقد ارتفع عدد القتلى في الاحتجاجات إلى (106) شهيدًا بعد مقتل متظاهر في أم درمان الأسبوع الماضي.
وكان البرهان قد أعلن في 25 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلس السيادة الذي كان يترأسه، كما حل الحكومة برئاسة عبدالله حمدوك الذي تم توقيفه لمدة وجيزة، كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.