وصفت مجموعة القوى الشعبية المقاومة للتطبيع في السودان "قاوم"، "صفقة التطبيع" مع دولة الاحتلال بـ"المذلة"، قائلةً في بيان لها على خلفية زيارة "وزير خارجية الكيان الصهيوني" إلى الخرطوم إن "صفقة التطبيع تنفصل تمامًا عن قيم شعبنا وتاريخه الناصع المُشرّف المناهض لشرعنة الاحتلال وممارساته الإرهابية"، بحسب تعبيرها.
قالت مجموعة القوى الشعبية المقاومة للتطبيع في السودان إنها ستسعى "سلميًا" لمناهضة التطبيع الذي وصفته بـ"المفروض على شعبنا بخبث ومكر"
وقال البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان" اليوم إن "القوى السياسية والمجتمعية وأهل الثقافة والإعلام وكل مؤمن بحرية الشعوب وحقوق الإنسان وكل مدرك لخطورة التطبيع الذي يهدد الأمن القومي" تجدد "رفضها لمثل هكذا زيارات أو أي شكل من أشكال العلائق مع الكيان المحتل".
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس بالقصر الجمهوري في الخرطوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي وصل على رأس وفد رسمي إلى السودان في زيارة استغرقت يومًا واحدًا، بحث فيها الطرفان "سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب" - وفقًا لإعلام مجلس السيادة السوداني.
وخاطبت القوى المناهضة للتطبيع في السودان عبر بيانها "القيادة العسكرية" في السودان بضرورة وقف ما وصفته بـ"العبث بأمن البلاد والتنكر السافر لتاريخها ومبادئ شعبها" الذي قال البيان إنه ظل "نصيرًا للمستضعفين إذا عز النصير".
وأشارت المجموعة إلى مواقف الشعب السوداني التاريخية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأبرزها "مؤتمر اللاءات الثلاث" وقانون مقاطعة إسرائيل، قائلةً إنها "ستظل ثابتة ما دامت شرعيتها من هذا الشعب الذي لا يعرف الخضوع والانكسار" - وفقًا لتعبير البيان.
وأكدت القوى المناهضة للتطبيع أن السودان لن يجني من هذه الصفقة "إلا السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً". وأضافت أن "الشواهد على ذلك كثيرة"، مشددةً على أن "علينا ألا نجرب المجرب".
وقالت المجموعة التي بثت ميثاقها في العام 2021 عقب لقاءات لحشد المناهضين للتطبيع على صعيد واحد إنها ستسعى "سلميًا" لمناهضة هذا التطبيع الذي قالت إنه "مفروض على شعبنا بخبث ومكر".
وتضم القوى مجموعة من التنظيمات والقوى السياسية السودانية الرافضة للتطبيع، أبرزها: حزب المؤتمر الشعبي وحركة "الإصلاح الآن" ومنبر السلام العادل وحزب المسار الوطني وتجمع الشباب المستقلين وهيئة علماء السودان والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة وجماعة الإخوان المسلمين ورابطة "إعلاميون ضد التطبيع".
وقال البيان: "إن التاريخ لن يرحم الذين ارتضوا أن يكونوا سلعة رخيصة تباع وتشترى في أسواق العمالة والخيانة والارتزاق والذين بذلوا أنفسهم خُدامًا في بلاط قتلة الأطفال فأصبحوا بذلك عراة أمام أعين الناس والتاريخ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون".