07-يناير-2023
البرهان ونتنياهو

بعث البرهان رسالة تهنئة لنتنياهو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بمناسبة توليه رئاسة الوزراء

في شباط/فبراير من العام 2020، كان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان هو من ابتدر مسار تطبيع السودان مع إسرائيل، بلقاء سرِّي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية، مهّدت له مستشارة رئيس مجلس السيادة الراحلة ذات العلاقات المشبوهة مع دولة الاحتلال، نجوى قدح الدم.

منذ اللحظة الأولى واجه تطبيع السودان مع إسرائيل معارضة قوية وسط القوى المدنية وجماهير الشعب السوداني وهو ما أكدته من جديد نتائج المؤشر العربي 2022

ومنذ اللحظة الأولى واجه تطبيع السودان مع إسرائيل معارضة قوية وسط القوى المدنية وجماهير الشعب السوداني، ولكن وعلى الرغم من الوعود المتكررة من الحكومة المدنية المعزولة بعدم المضي قدمًا في تطبيع العلاقات دون تفويض شعبي عبر صندوق الانتخابات، انتهى الأمر بعد ضغوط دولية وإقليمية ومحلية لتوقيع الحكومة الانتقالية على الاتفاقية الإبراهيمية في الخرطوم في كانون الثاني/يناير 2021، ليكون السودان الدولة الثالثة مع الإمارات والبحرين في قطار التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من سعي السلطات والحكومات المتعاقبة لتسويق التطبيع وسط السودانيين، وربطه بالاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان، وحتى إقدامها على خطوات عملية وعلنية في العلاقات مع إسرائيل، يظهر المسح الأوسع في المنطقة العربية في المؤشر العربي 2022 الذي أعلنت نتائجه في الثالث من الشهر الجاري، انحياز جماهير الشعب السوداني الطاغي للقضية الفلسطينية، حيث أجاب الغالبية العظمى من السودانيين المستطلعين (72%) بمعارضتهم لاعتراف بلدهم بإسرائيل، مقابل (18%) يؤيدون ذلك.

الاعتراف بإسرائيل في المؤشر العربي 2022
اتجاهات الرأي العام العربي نحو اعتراف بلدانهم بإسرائيل بحسب المؤشر العربي 2022

واستطلع المؤشر العربي في دورته الثامنة (2400) شخصًا في السودان في الفترة من 15 حزيران/يونيو 2022 وحتى 25 آب/أغسطس 2022. وقال غالبية الذين أجابوا بمعارضتهم تطبيع السودان مع إسرائيل، إنهم يرون فيها دولة استعمار واحتلال واستيطان في فلسطين، وأنها دولة توسعية تسعى للهيمنة أو احتلال بلدان في العالم العربي وثرواته، وغيرها من الأسباب.

المؤشر العربي 2022
الدول الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربي بحسب المؤشر العربي 2022

وفي الجانب الآخر، قال معظم الموافقين على اعتراف السودان بإسرائيل، إن أسبابهم تتمثل في أنه قد "تم الاعتراف بها بالفعل وأن هنالك اتفاقيات سلام معها"، وأنها "موجودة لا محالة".

ويعتقد حوالي نصف المستطلعين السودانيين (49.6%) أن إسرائيل هي المهدد الأكبر لأمن العالم العربي، تليها الولايات المتحدة الأمريكية (27.3%). في وقت أجاب فيه الغالبية من السودانيين (68%) أن القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، فيما رأى (19%) من المستطلعين أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين وحدهم وعليهم وحدهم العمل على حلها.

https://t.me/ultrasudan

وتعيد نتائج المؤشر العربي تأكيد الانحياز الواضح ليس من الشعب السوداني وحده وإنما من شعوب المنطقة العربية بأسرها للقضية الفلسطينية، ونظرتهم لدولة الكيان باعتبارها المهدد الأكبر للأمن القومي في المنطقة. 

نتائج المؤشر العربي في نسخته الحالية أيضًا تلقي الضوء على التباين الذي اعتدنا عليه بين الرأي العام والسياسات التي تتبعها السلطات في السودان على الرغم من الثورة السودانية (2018 - 2019)، ففي ظل رفض السودانيين الكاسح للاعتراف بإسرائيل، يواصل رئيس مجلس السيادة الخطوات التي ابتدرها في شباط/فبراير من العام 2020 في مسار التطبيع، كان آخر هذه الخطوات بحسب ما نقلت هيئة البث العبرية الرسمية، رسالة تهنئة بعث بها البرهان في تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، والتي أعرب خلالها عن تطلعه لاستمرار التعاون "من أجل تعزيز العلاقات في جميع المجالات".